إذا کان الولى عالماً بوجود العیب (سواء العیوب الموجبة للفسخ و غیرها) فی من تزوجه للمولى علیه(ابنا کان أو بنتاً). و فیه أیضاً صورتان: أحداهما، ما إذا اقتضت المصلحة تزویجه بذات العیب. والاُخرى، ما إذا کان التزویج مخالفاً لمصلحته أو ضرراً علیه.
أما الاولى; فمقتضى القاعدة هو صحة العقد; و لعله ممّا لا خلاف فیه بینهم، و لا خیار للولی، لعلمه بذلک. و لکن هل للمولى علیه بعد بلوغه خیار إذا کانت من العیوب الموجبة للفسخ، ففیه و جهان أو قولان:
الوجه الأوّل، عدم الخیار، نظراً إلى أن تصرف الولی بالغبطة ماض علیه، و فعل الولى کفعل المولى علیه، فلو تزوج مع علمه بالعیب، لمصلحة رآها، لم یکن له فسخه. فکذلک فعل الولی.
و الوجه الثانی، أن للمولى علیه خیار الفسخ، لما أشار إلیه المحقق الثانی، فی جامع المقاصد، مالفظه: أنّ النکاح یتعلق بالشهوة فلا یکون رضاه بالعیب ماضیاً على العیب.(1) و لا یعلم معنى محصل لهذا الکلام، فانّ الرضا بالعیب یوجب سقوط حق الفسخ، رضا الولی کرضا المولى علیه عند وجود المصلحة. و بعبارة اُخرى الشهوة مع العلم بالعیب والاقدام على النکاح، دلیل على الرضا بالعیب; و معه یسقط خیاره. و کذا ما ذکره فی المسالک فی توجیه الخیار هنا، ما نصّه: أمّا ثبوت الخیار فلوجود العیب الموجب له، لو کان هو المباشر للعقد جاهلا، و فعل الولی له حال صغره بمنزلة الجهل.(2)
و فیه ما مرّ أنّ علم الولی بمنزلة علم المولى علیه مع فرض المصلحة.
و أمّا الثانیة; إذا کان الولی عالماً بالعیب و کان النکاح على خلاف المصلحة، فقد صرّح بعضهم بصحة النکاح. قال الشیخ فی الخلاف: للأب أنّ یزوج بنته الصغیرة بعبد أو مجنون أو مجذوم أو أبرص أو خصی. و قال الشافعی، لا یجوز. دلیلنا أنا قد بیّنا أنّ الکفائة لیس من شرطها الحریة و لا غیر ذلک من الأوصاف; فعلى هذا یسقط الخلاف.(3)
و هذا عجیب; و کانه بنى على عدم اشتراط المصلحة، و إلاّ فمجرّد الکفائة الشرعیة غیر کاف فی وجود المصلحة، بل هذا من مصادیق المفسدة التی لا خلاف فی عدم نفوذ العقد معها. و قد ورد التصریح فی الروایات السابقة بعدم کون الولی مضاراً، و إلاّ لا ینفذ عقده.
و ما ذکره فی المتن من الفرق بین العیوب المجوزة للفسخ و غیرها، و أنّ المولى علیه له حق الفسخ بعد بلوغه; لم یظهر وجهه، لأنّ المفروض کون النکاح مصلحة له مع هذا العیب، و کون علم الولی بالعیب و رضاه بذلک بمنزلة علم المولى علیه.
فتلخص ممّا ذکرنا، أنّ ما ذکره فی المتن إلى هنا موافق للتحقیق، ماعدا قوله بجواز الفسخ فی الفرض الاخیر.