أمّا الثانی، و هو کفایة التلفیق، فهى ممّا لا ینبغى التأمّل فیها، لأنّ المتفاهم من روایتى الباب کون الرضاع بمقدار أربع و عشرین ساعة، لا أنّه یبدء من أول طلوع الفجر إلى طلوع الفجر فی اللیلة الآتیة، أو من أول طلوع الشمس، أو شبه ذلک، فانّه فرد نادر; کما أنّ الأمر فی أشباهه کذلک من إقامة عشرة أیّام أو ثلاثین یوماً فی المسافر، أو لزوم استمرار ثلاثة أیّام فی الحیض، أو تجاوزه عن العشرة، أو غیر ذلک; ففى جمیع ذلک یکفى التلفیق لانصراف الأدلة إلیه، کما هو ظاهر.

المسالة 5: یعتبر فی التقدیر بالعدد اُمور:

منها: کمال الرضعة، بان یروى الصبی و یصدر من قبل نفسه، و لا تحسب الرضعة الناقصة، و لا تضم الناقصات بعضها ببعض بأن تحسب رضعتان ناقصتان أو ثلاث رضعات ناقصات مثلا، واحدة; نعم لو التقم الصبی الثدی ثم رفضه لا بقصد الاعراض بان کان للتنفس أو الالتفات إلى ملاعب أو الانتقال من ثدی إلى آخر أو غیر ذلک کان الکلّ رضعة واحدة.

و منها: توالى الرضعات بأن لا یفصل بینها رضاع إمرأة اُخرى رضاعاً تاماً کاملا على الأقوى، و مطلقاً على الأحوط. نعم لا یقدح القلیل جدّاً، و لا یقدح فی التوالى تخلل غیر الرضاع من الماکول و المشروب، و إن تغذى به.

و منها: أن یکون کمال العدد من إمرأة واحدة، فلو ارتضع بعض الرضعات منو أکملها من إمرأة اُخرى لم ینشر الحرمة، و إن اتحد الفحل; فلا تکون واحدة من المرضعتین امّاً للمترضع، و لا الفحل أباً له.

و منها: اتحاد الفحل بان یکون تمام العدد من لبن فحل واحد، و لا یکفى اتحاد المرضعة، فلو أرضعت إمرأة من لبن فحل واحد ثمان رضعات، ثم طلقها الفحل و تزوجت بآخر و حملت منه، ثم أرضعت ذلک الطفل من لبن الفحل الثانی تکملة العدد، من دون تخلل رضاع إمرأة اُخرى فی البین، بأن یتغذى الولد فی هذه المدّة المتخللة بالمأکول و المشروب لم ینشر الحرمة.