النظر فی صفات من یرید تزویجها

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
انوار الفقاهة - کتاب النکاح-1
خامسها: النکاح عبادة أم لا؟الصفات المطلوبة فی النساء

أقول: هذه المسألة بمنزلة الکبرى لبیان استحباب اختیار الزوجة الصالحة من دون ذکر شیء من صفاتها الخاصة، و الحال أنّ المسألة الأتیة لبیان الصغرى، أعنی الصفات الخاصّة، و ما یکون دلیلاً على صلاح الزوج أو الزوجة. و هذه مسألة مهمة و إن اندرجت فی المستحبات، و لکن قد تکون أهم من بعض الواجبات و یکون ترکها سبباً لکثیر من المحرمات احیاناً; کما هو ظاهر لمن تدبر.

و حیث إنّ الصفات تتبع الأهداف (و کل إنسان یطلب ما یجاوب أغراضه و أهدافه)، بین فیها أنّ المقصود من الزواج فی المرحلة الاولى هو بقاء النسل الصالح، و لا شک انّ صفات الأبوین تنتقل إلى أولادهما من طریق الوراثة فی الجملة (لا کأمر یوجب الجبر بل یساعد على الأعمال الصالحة و الطالحة; ففى الواقع، الصفات الرّوحیّة کالصفات الجسمانیة من الصحة و المرض تنتقل إلى الأولاد بعنوان المقتضى، لا العلة التامة). فلابدّ من اختیار زوج أو زوجة یکون فیه المبادى الحسنة، کالبلد الطیب التی یخرج نباته باذن ربه، لا کالبلد الخبیثة التی لا یخرج إلاّ نکداً.

و فی المرحلة التالیة یکون الزوج أو الزوجة شریکاً للإنسان فی جمیع شؤون حیاته و محرماً لأسراره و افکاره و دینه فلابدّ أن یکون صالحاً لهذا الفرض المهم الذى له دور هامّ فی حیاة الإنسان اجتماعیاً و انفرادیاً.

و فی المرحلة الثالثة کل من الزوجین یکون معرفاً لصفات زوجه و کیانه و اخلاقه و یکون زیناً له أو شیناً و هنّ لباس لکم و أنتم لباس لهنّ و لکن لباس یلبسه مرة غالباً فی مدة عمره و یخلعه مرّة فلابدّ أن یکون فیه ما یکون سبباً لزین زوجه و اعتباره و مکانته الاجتماعیة و یکون مدافعاً له أیضاً (کما أنّ اللباس دفاع للإنسان) فلابدّ أن یکون فیه صفات تقتضی ذلک.

و العجب أنّ کثیراً من الناس إذا أرادوا اشتراء قمیص یلبسونها عدّة شهور أو سنة واحدة، یتخیرون و یختبرون و یسئلون و یشاورون، و لکن اللباس الذی یلبسونه طول عمر هم لا یتخیرون له. و رعایة هذا الأمر فی أعصارنا أهم و أحرى من الأعصار السابقة، لأمور لا یخفى على الباحث.

المسألة 2: ینبغى أن لا یکون النظر فی اختیار المرأة، مقصوراً على الجمال و المال. فعن النبى(صلى الله علیه وآله): من تزوج إمرأة لا یتزوجها إلاّ لجمالها، لم یر فیها ما یحب، و من تزوجها لمالها لا یتزوجها إلاّ له، وکّله الله الیه; فعلیکم بذات الدین.(1) بل یختار من کانت واجدة لصفات شریفة صالحة، قد وردت فی مدحها الأخبار، فاقدة لصفات ذمیمة قد نطقت بذمها الآثار. و اجمع خبر فی هذا الباب ما عن النبى(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: خیر نسائکم، الولود الودود العفیفة، العزیزة فی أهلها، الذلیلة مع بعلها، المتبرّجة مع زوجها، الحصان على غیره، التی تسمع قوله و تطیع امره(2)... إلاّ أخبرکم بشرار نساءکم، الذلیلة فی أهلها، العزیزة مع بعلها، العقیم الحقود التی لا تتورّع من قبح، المتبرجة إذا غاب عنها بعلها، الحصان معه إذا حضر، لا تسمع قوله و لا تطیع أمره، و إذا خلا بها بعلها تمنعت کما تمنَّع الصعبة عن رکوبها، لا تقبل منه عذراً و لا تقیل له ذنباً.(3)

و فی خبر آخر عنه(صلى الله علیه وآله): إیّاکم و خضراء الدِمَنْ! قیل: یا رسول الله! و ما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسنآء فی منبت السوء(4).


1. الوسائل 14/31، الحدیث 4، الباب 14 من أبواب مقدمات النکاح.
2. الوسائل 14/14، الحدیث 2، الباب 6 من أبواب مقدمات النکاح.
3. الوسائل 14/18، الحدیث 1، الباب 7 من أبواب مقدمات النکاح. (الظاهر أنّها بعض الروایة السابقة و لذا حکاهما فی المستدرک بصورة روایة واحدة - 14/166، الحدیث 16393).
4. الوسائل 14/19، الحدیث 7، الباب 7 من أبواب مقدمات النکاح. و رواها فی المستدرک أیضاً.

 

خامسها: النکاح عبادة أم لا؟الصفات المطلوبة فی النساء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma