أمّا القواعد، فمقتضاها صحة کل عقد عرفی عقلائی إلاّ ما خرج بالدلیل. و العقد لابدّ فیه من استناد إلى الطرفین، فاذا أجاز المالک أو المعقود له، البیع أو النکاح و لو بالفعل و العمل، کان طرفاً للعقد، و کان العقد عقده، فیدخل تحت عمومات أوفوا بالعقود.
و القول بوجوب اللفظ فی العقود، تنافیه صحة المعاطاة فی أکثر أبواب المعاملات.
إن قلت: إنّ المعاطاة لا تجری فی النکاح، ففی اجازة عقد الفضولی فی النکاح لابدّ من اللفظ.
قلنا: قد ذکرنا فی محلّه أن اعتبار اللفظ فی إنشاء عقد النکاح إنّما هو من ناحیة الإجماع، أو من باب الاحتیاط، أو من جهة کونه شبها بالزنا و إن لم یکن النکاح المعاطاتى زنا حقیقةً، لأنّ الزنا لا یراد فیه عقد الزوجیة بین الطرفین، بل یراد اعطاء اُجرة فی مقابل عمل محرم.
ولکن الإنشاء اللفظی فی عقد الفضولی حاصل; ثم إنّ المعقود له، بإنشاء الاجازة فعلاً، یقوم مقام الفضولی، فکانه باجازته ینفخ الروح فی جسد عقد الفضولی. و بالجملة، الإجماع و شبهه لایشمل المقام. هذا بحسب القواعد.