مما یخرب بناء الاُسرة و یزلزل أساس الزواج کثرة مطالبات الزوج من زوجته أو بالعکس. ولا یدوم بیت النکاح إلاّ بقلّة المطالبة، و المداراة و العفو و الصفح، بل لا یمکن التعاشر مع الناس إلاّ بذلک، بل یجب فی کثیر من المواضع، التغافل. فقد ورد فی الحدیث المعروف عن مولانا على بن الحسین زین العابدین(علیه السلام)مخاطباً - ابنه محمّد بن على(علیهما السلام)-: اعلم یا بنى إنّ صلاح الدنیا بحذافیرها فی کلمتین، إصلاح شأن المعایش ملؤ مکیال، ثلثاه فطنة و ثلثه تغافل.(1)
و لولا التغافل، لا یمکن التعاشر السلمى مع الناس غالباً، کما لا یخفى على الخبیر.