و أمّا الصورة السادسة، و هی ما إذا کان اللبن بعد ولادة الطفل، فهو على أقسام: تارة، یولد قبل کماله و ولوج الروح فیه. و اُخرى، بعد کماله و ولوج الروح فیه و لکن یخرج میتاً. و ثالثة، عند خروجه کاملا حیّاً و لکن فی شهور لا یعیش عادة، مثل ابن خمسة شهور. و رابعة، عند خروجه حیاً فی سنّ یعیش کستة شهور أو أکثر.
فان قلنا إنّ ظاهر الأدلة هو اعتبار الولادة فی نشر الحرمة - کما هو الأقوى -، فکل ما یصدق علیه الولادة کان کافیاً فی حصول الشرط، سواء کان حیاً أو میتاً، فی سنّ یعیش أولا یعیش، بعد کماله و ولوج الروح فیه; نعم، قبل ولوج الروح فیه أو قبل کماله، یبعد صدق ولادة الولد علیه، فلا تنشر منه الحرمة.
بل لو کان قلنا بانصراف الاطلاقات إلى ما هو الغالب من ولادته حیاً فی زمان یعیش، أشکل الحکم فی غیره; و الله العالم.
فقد تلخص من جمیع ما ذکرنا، أنّ الفتاوى التی ذکرها الماتن، موافقة للتحقیق عندنا، فلبن الدرّ من غیر ولادة، و لبن الولد الحرام، و ما یستند إلى ما تولد قبل ولوج الروح، و ما کان من غیر طریق ترکیب نطفتها مع نطفة زوجها، لا توجب نشر الحرمة; و غیرها یوجب نشرها کما عرفت.