قد یتوصل من الجانبین باُمور اعتباریة و استحسانات ظنیة; مثل ما یقال من لزوم العسر و الحرج بستر الوجه و الکفین، و ترک النظر للمعرفة، فأنه کثیراً ما یوجب اختلالات فی نظام المعیشة، و لکن الانصاف أنّه لیس أمراً دائمیاً و قد ذکرنا أنّ دلیل العسر و الحرج ناظر إلى العسر و الحرج الشخصیین لا النوعیین، مثلاً لو لزم من الصوم، العسر و الحرج فی بعض الأیام الحارّة فی بعض السنوات لغالب الناس، لا یکون ذلک مجوزاً لترکه لجمیع الناس، حتى من لا یکون فی عسر و حرج. فهذا الدلیل، غیر کاف فی اثبات المطلوب.
کما أنّ القول بلزوم الفساد و الفتنة من عدم ستر الوجه و الکفین، فاللازم، سترهما; أیضاً استحسان ظنّى، لأنّ المفروض جواز النظر لا لتلذذ و ریبة، لا مطلقا. و المجتمع إن کان مجتمعاً مؤمنا یعمل بهذین الشرطین فلا یوجب الفتنة غالباً و إن کان غیر مؤمن فلا یفیده شیئاً من هذه الأمور.