فی تفسیر الإنشاء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
انوار الفقاهة - کتاب النکاح-1
اعتبار القصد فی اجراء الصیغةاعتبار الموالات بین الإیجاب و القبول

و على کل حال، فلنتکلم فی وجوب قصد الانشاء أولا; فنقول: (و منه سبحانه نستمد التوفیق و الهدایة)، الکلام أمّا أخبار أو إنشاء، و الأخبار هو الحکایة عن أمر خارجی کما إذا تحقق مجیء زید فی الخارج، و یتحقق فیما بعد، فنقول جاء زید; أو یحیى زید; فان طابقت النسبة الکلامیة للواقع، کان صدقاً; و إلاّ کان کذباً.

و لکن الإنشاء، هو إیجاد شیء فی عالم الاعتبار بنفس الکلام مع قصده، مثلاً، النداء أو الاستفهام، لیس شیئاً خارجیاً یحکی عنه القائل باللفظ، بل شیء یوجده. و کذا الأمر و النهی، و کذا البیع و النکاح، (و إن کان بین أقسام الإنشاء فرق) فالعلقة الاعتباریة بین الزوج و الزوجة لیست أمراً موجوداً خارجیاً، بل أمر اعتباری ذهنی فرضى، یوجده المنشئ فیجعل هذا زوجاً لهذه فی عالم الاعتبار و منظماً إلیها; و العقلاء یفرضون لهذا الاعتبار أحکاماً کثیرة قدتکون أکثر من الأحکام المترتبة على الواقعیات العینیة، و ذلک لنظام معاشهم و حفظ مجتمعهم.

و حقیقة الإنشاء أمر دقیق جداً خفى على الناس إلاّ العلماء منهم، و لکنها بإجمالها معلوم لکل أحد حتى الصبیان لأنّها مبتلى بها لیلاً و نهاراً. فإذا قال الأب لولده الصغیر: خذ هذا فقد وهبت لک. یفهم أنّ العلقة الملکیة حصلت له، و یرى نفسه بعد ذلک أحق الناس به، بعد إن لم یکن کذلک. فلو زاحمه احد، یقول: هذا مالی، وهبه لی أبی; فکنهه فی غایة الخفاء و لکن مفهومه من أظهر الأشیاء.

إذا عرفت ذلک، فاعلم أنّ اللازم فی العقد، قصد الإنشاء، أی إیجاد العلقة الزوجیة; و الفرق بینه و بین الأخبار. و لکن هذا أمر سهل بسیط، لا کما یظهر من بعض أهل العلم من أنّه أمر مشکل لایعرفه العوام، فلایصح منهم إجراء الصیغة، بل قد عرفت أنّه یعرفه الصبیان أیضاً، و لیس أمراً صعباً و لامعنى للتشدّد فیه.

و الحاصل، أنّ هناک اُموراً ظاهرةً بوجودها الإجمالی، و لکن کنهها خفیة جداً، لا فی خصوص ذات الله تعالى، بل بالنسبة إلى کثیر من الموجودات الإمکانیة، کالزمان و المکان و قوة الجاذبة الموجودة فی الأرض، و شبهها; فانّها من الواضحات لکل أحد بوجودها الإجمالی، حتى بالنسبة إلى الصبیان، و لکن حقیقة الزمان و المکان ماذا؟ فقد تحیّر فیهما الفلاسفة. و حقیقة قوة الجاذبة الأرضیة ماذا؟ تحیّر فیها علماء العلوم الطبیعی.

و الإنشاء من هذا القبیل، فالملکیة و البیع و الهبة و الزوجیة من الاُمور الاعتباریة التی یعرفها کل احد، و کذا إنشاء هذه الاُمور، فالطفل الذی یأخذ الفلوس و یشترى بها جوزاً مثلا یفهم معنى الملک و کذا عقد البیع. و إذا بلغ الإنسان حدّ الزواج و أشار إلى أبیه أن یزوجه یعرف معنى عقدة النّکاح، و بالطبع یعرف معنى إنشاء هذا العقد; و إن کانت معرفة کنه الإنشاء أو الملکیّة أو الزوجیة من الاُمور الاعتباریة و الإنشائیة ممّا یصعب فهمه على الناس إلاّ الراسخین فی العلم.

و لا یعتبر فی قصد الإنشاء إلاّ هذا العلم الإجمالی، و قد ذکرنا فی محلّه أنّ الإنشاء إیجاد أمر اعتباری باللفظ أو الکتابة أو الإشارة، و الاُمور الاعتباریة اُمور ذهنیة فرضیة، لا من الفروض الخیالیة بل من الفروض التی یکون بناء العقلاء على ترتیب الآثار الإجتماعیة علیها.

و إن شئت قلت: هذه الاُمور، تکون لها مصادیق حقیقیة خارجیة یعتبر نظیرها المنشىء فی الذهن; فالملکیة یکون له مصداق حقیقى و هی السلطة الخارجیة التی تکون للإنسان على بعض الأشیاء أو على أعضائه، یتصرف فیها، کیف یشاء. و البایع یفرضها و یعتبرها فی الذهن للمشتری فی مقابل الثمن المعین. و یکون لها آثار کثیرة فی المجتمع الإنسانی.

و کذا الزوجیة، لها مصداق حقیقی، و مصداق اعتباری ذهنی فرضی، فمصداقها الحقیقى هو الشیئان یکون أحدهما فی جنب الآخر، و ینضم احدهما إلى الآخر کالیدین و الرجلین و العینین و الحذائین، هما زوجان حقیقة و لکن وجودها الاعتباری هو ما یحدث بسبب الإنشاء بین رجل و إمرأة و إن کانت بینهما مسافة بعیدة خارجیة، هذه خلاصة القول فی معنى إلانشاء إجمالا.

و للکلام فی هذه الاُمور محل آخر، قد شرحناها هناک(1).

فقد تلخّص مما ذکرنا، ان الوسوسة فی إمکان صدور إنشاء النکاح من العوام فی غیر محلّه، و أنّه لیس إلاّ کإمکان صدور إنشاء البیع و الهبة و الإجارة و غیرها منهم. فکل أحد یعرف الفرق بین بعت الأخباری، (مثل بعت أمس) و بعت الإنشائی; و کذا الأمر فی زوجت الأخباری و الإنشائی.

إنّما الکلام فی علم المنشىء بمفاد الکلمات التی یذکرها فی مقام الانشاء.

هل اللازم معرفتها تفصیلاً أو یکفی إجمالاً أو لا تجب معرفتها لا إجمالاً و لا تفصیلاً.

توضیح ذلک: إذا قال البایع: بعتُ هذا به هذا; أو قال العاقد للنکاح: زوجت موکلتی موکلک بالصداق المعلوم; فقد یتصور فیها ثلاث حالات:

1- أن یعرف الفعل و الفاعل و المفعول و الاعراب و البناء و صیغة المتکلم و المخاطب و غیر ذلک، و هذا هو العلم التفصیلی بمفاد الکلام.

2- أن یعرف أنّ مفاد هذه الجملة إیجاد علقة النکاح بین هذا الرجل و المرأة، من دون أن یعرف تفاصیل الکلام.

3- أن لایعرف شیئاً من ذلک، و توهم أنّه إذا تکلم هذه الجملة تحصل العلقة قهراً، و بعبارة اُخرى لم یقصدمنه شیئاً و لم تکن إلاّ لقلقة اللسان.

لاشک فی صحة الإنشاء على الأول، و عدم صحته على الثالث، إنّما الکلام فی الثانی منها، و الظاهر صحته، سواء علم معنى الجملة فقط من دون أن یعرف أنّ العلقة واقعة بلفظ زوجت أو موکلی، أو عرف ذلک من دون أن یعرف خصوصیات کل لفظ.

و الدلیل على ماذکرنا هو حصول معنى الإنشاء بالوجدان حینئذ.

المسألة 9: تعتبر الموالاة و عدم الفصل المعتد به بین الایجاب و القبول.


1. المیرزا النوری، فی مستدرک الوسائل 14/313، الحدیث 16801.

 

اعتبار القصد فی اجراء الصیغةاعتبار الموالات بین الإیجاب و القبول
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma