و هو أنّ جمیع ما ذکرنا کان بالنظر إلى العنوان الأولی، و لکن العناوین الثانویة فی عصرنا و مجتمعنا ربّما تقتضى عدم استقلال الباکرة فی أمر النکاح لا سیما النکاح الموقت، بل اللازم التشریک فیه بینها و بین الأولیاء، لمفاسد شتى تترتب على الاستقلال فی المتعة و النکاح الدائم.
توضیح ذلک: أنّ سنّ الزواج و النکاح قد تغیر و ارتفع، فلا تتوفق البنات و لا الأبناء للزواج فی أوائل الشباب لأسباب شتى; منها، الدروس العالیة التی لا تسمح لهم بذلک. و منها، شدة المؤنات فی أمر المسکن و المعاش. و منها، ذهاب الکثیر منهم إلى التکلفات فی مراسم النکاح و أمر الجهاز و غیر ذلک. هذا من ناحیة;
و من ناحیة اُخرى لقد کثرت أسباب النزعات الشهویة و الشیطانیة فی عصرنا من الأفلام و الأغنیات و مجالس الفساد و المجلات الفاسدة و ما یسمى «کأمر صناعی» التی تحمل أنواعاً کثیرة فاسدة من ذلک.