و أمّا السنة و الروایات المشتملة على لفظ النکاح و مشتقاته، فهی أیضاً شاهدة على استعماله فی العقد إلاّ فی موارد شاذّة.
و إن شئت، فانظر الأبواب التالیة فی المجلد 14 من کتاب الوسائل:
1- الباب 1، من أبواب مقدمات النکاح، فقد ذکر فی بعض روایاته، أنّه ما من شیء أحبّ إلى الله عزّوجلّ من بیت یعمر فی الإسلام بالنکاح.
2- الباب 48، الحدیث الأول (و من سنّتی النکاح)، و الحدیث الثالث (و إن من سنتى النکاح).
3- الباب 139، الحدیث الأول (لیس عندى طول فانکح النساء).
4- الباب 157، فیه روایتان تدلان على حسن الاحتیاط فی أمر النکاح.
5- الباب 2، من أبواب عقد النکاح، فیه روایات ثلاثة تدل على أنّ النکاح لا یکون إلاّ بمهر.
6- الباب 4 منه، فیه روایة تدل على أنّه لا ینقض النکاح إلاّ الأب.
7- الباب 5 منه، فیه روایة تدل على أنّه لا تنکح ذوات الأباء من الابکار إلاّ بإذن آبائهن.
8- الباب 9 منه، فیه روایات عدیدة تدل على اعتبار اذن الأب فی النکاح.
9- الباب 29 منه، فیه روایتان تدلال عن بطلان نکاح الشغار، و هو نکاح امرأتین یکون مهر أحدهما نکاح الآخر، کان یقول: زوّجنی اُختک، اُزوّجک اُختی.
10- الباب 1، من أبواب ما یحرم بالمصاهرة، فیه روایات کثیرة تدل على حرمة نکاح نساء النبی(صلى الله علیه وآله) و حرمة نکاح ما حرّم الله من إمرأة الأب و غیرها.
و قد ورد فی أبواب الطلاق و المهور فی المجلد 15 من الوسائل، أیضاً روایات استعمل فیها النکاح فی معنى العقد، و کذلک فی المجلد 18 من أبواب الشهادات.
نعم، قد استعمل هذا اللفظ أیضاً فی مجرد الدخول بدون العقد فی موارد نادرة، مثل ما ورد فی أبواب ما یمسک عنه الصائم (فی شهر رمضان). ففى روایة: إنّ الله لمّا فرض الصیام فرض أن لا ینکح الرجل أهله فی شهر رمضان... و کان من المسلمین شبان ینکحون نساءهم باللیل سرّاً لقلّة صبرهم...(1)
و فی روایة اُخرى فی نفس الباب: فاحل الله النکاح باللیل فی شهر رمضان و الأکل بعد النوم إلى طلوع الفجر.(2) إلى غیر ذلک ممّا فی هذا المعنى فی أبواب اُخر، مثل أبواب حرمة اللواط.
و الحاصل أنّ هذا الاستعمال الکثیر فی معنى العقد، دلیل على صیرورته حقیقة فی العقد، و إن فرض کونه فی اللغة حقیقة فی الوطی، لأنّ الاطراد من علائم الحقیقة أو سبب لها.
إن قلت: هذه الموارد التی ذکرتموه مقرون بالقرآئن المختلفة، و اطراد الاستعمال مع القرینة، لا یکون علامة للحقیقة، کما أنّه لا یکون سبباً لها.
قلت: الوضع - کما هو المعلوم - على قسمین، الوضع التخصیصى و الوضع التخصصى. و هی، العلقة الحاصلة بین اللفظ و المعنى فی عالم الذهن إمّا من طریق تخصیص اللفظ بها اعتباراً و انشاءاً أو تعهداً، و إمّا من طریق کثرة الاستعمال و لو کان مع القرینة، فإنّ کثرة الاستعمال على کل حال توجب العلقة; مثلاً إذا قال المولى صلِّ مع الوضوء، صلِّ إلى القبلة، صلِّ مع الجماعة و هکذا... ثم قال: الصلاة، الصلاة; ینصرف الذهن إلیه لا إلى مجرد الدعاء.
و الحاصل، إنّ لفظ النکاح لو سلم کونه فی اللغة غالباً بمعنى الوطی لکن نقل فی الشرع إلى العقد، و لا أقل من أنّه ینصرف عند الاطلاق. و الله العالم.
1 الوسائل 7/80، الحدیث 4، الباب 43 من أبواب ما یمسک عنه الصائم.
2. الوسائل 7/81، الحدیث 5، الباب 43 من أبواب ما یمسک عنه الصائم.
