لاینبغی القسم قدر المستطاع

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
سبب النّزولالأیمان غیر المعتبرة

کما قرأنا فی سبب النّزول أنّ الآیتین أعلاه ناظرتان إلى سوء الاستفادة من القسم، فکانت هذه مقدّمة إلى الأبحاث التالیة فی الآیات الکریمة عن الإیلاء والقسم وترک المقاربة الجنسیّة.

فی الآیة الاُولى یقول تعالى (ولا تجعلوا الله عرضة لأیمانکم أن تبرّوا وتتقوا وتصلحوا بین النّاس والله سمیع علیم) (1) .

(الأیمان) جمع (یمین) و(عُرضة) بضم العین، تقال للبضاعة وأمثالها التی تعرض أمام الناس فی السوق. وقد تطلق العُرضة على موانع الطریق لأنّها تعترض طریق الإنسان.

وذهب البعض إلى أنّ المراد بها ما یشمل جمیع الأعمال، فالآیة تنهى عن القسم بالله فی الاُمور الصغیرة والکبیرة وعن الاستخفاف باسمه سبحانه، وبهذا حذّرت الآیة من القسم إلاّ فی کبائر الاُمور، وهذا ما أکّدت علیه الأحادیث الکثیرة، وقد روی عن الصادق(علیه السلام): «لا تحلفوا بالله صادقین ولا کاذبین فإنّ الله سبحانه یقول: (ولا تجعلوا الله عرضة لأیمانکم)» (2) .

وهناک أحادیث متعدّدة وردت فی هذا المجال (3) .

ولو أخذنا سبب نزول الآیة بنظر الاعتبار یکون مؤدّاها أنّ القسم لیس بعمل مطلوب فی الأعمال الصالحة، فکیف بالقسم بترک الأعمال الصالحة؟!

وفی الآیة التالیة نلاحظ تکملة لهذا الموضوع وأنّ القسم لا ینبغی أن یکون مانعاً من أعمال الخیر فتقول: (لا یؤاخذکم الله باللّغو فی أیمانکم ولکن یؤاخذکم بما کسبت قلوبکم)أی عن إرادة وإختیار.

فی هذه الآیة یشیر الله تعالى إلى نوعین من القَسَم:

الأوّل: القَسَم اللغو الذی لا أثر له، ولا یبعأ به، هذا النوع من القَسَم یتردّد على ألسن بعض الناس دون التفات، ویکرّرونه فی کلامهم عن عادة لهم، فیقولون: لا والله... بلى والله... على کلّ شیء، وإنّما سمّی لغواً لأنّه لا هدف له ولم یطلقه المتکلّم عن عزم ووعی، وکلّ عمل وکلام مثل هذا لغو.

من هنا فالقَسَم الصادر عن الإنسان حین الغضب لغو (إذا أخرجه الغضب تماماً عن حالته الطبیعیة). وحسب الآیة أعلاه لا یؤاخذ الإنسان على مثل هذا القَسَم، وعلیه أن لا یرتّب أثراً علیه، ویجب الإلتفات إلى أنّ الإنسان یجب أن یتربّى على ترک مثل هذا القَسَم وعلى کلّ حال فإنّ العمل بهذا القسم غیر واجب ولا کفّارة علیه، لأنّه لم یکن عن عزم وإرادة.

 

الثانی: القَسَم الصادر عن إرادة وعزم، أو بالتعبیر القرآنی هو القَسَم الداخل فی إطار کسب القلب، ومثل هذا القَسَم معتبر، ویجب الالتزام به، ومخالفته ذنب موجب للکفّارة إلاّ فی مواضع سنذکرها. وقد أشارت الآیة 89 من سورة المائدة إلى هذا النوع من القسم بقولها «ما عقدتم الإیمان».


1. طبقاً لهذا التفسیر «لا» مقدرة وفی الأصل (لئلا تبرو) وهذا المعنى مطابق تماماً لشأن النزول ویحتمل أیضاً أن «عرضة» بمعنى المانع یعنی لا تجعلوا القسم بالله مانعاً لأداء الأعمال الصالحة والإصلاح بین الناس بتقدیر: (لا تجعلوا الله بسبب إیمانکم حاجزاً أن تبروا وتتقوا) ولکنّ التوجیه الأوّل أنسب.
2. أصول الکافی، ج 7، ص 434; وتفسیر نورالثقلین، ج 1، ص 218، ح 833 و837; ووسائل الشیعة، ج 16، ص 116، ح 5.
3. تفسیر نورالثقلین، ج 1، ص 218، ح 832 و834، ووسائل الشیعة، ج 16، ص 115 وما بعد.

 

سبب النّزولالأیمان غیر المعتبرة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma