طریق الوصول إلى الوحدة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
سورة البقرة / الآیة 213 1ـ الدین والمجتمع

بعد بیان حال المؤمنین والمنافقین والکفّار فی الآیات السّابقة شرع القرآن الکریم فی هذه الآیة فی بحث اُصولیّ کلّی وجامع بالنسبة لظهور الدّین وأهدافه والمراحل المختلفة التی مرّ بها.

فی البدایة تقول الآیة (کان النّاس امّة واحدة) (1) .

فتبدأ هذه الآیة ببیان مراحل الحیاة البشریّة وکیفیّة ظهور الدّین لإصلاح المجتمع بواسطة الأنبیاء وذلک على مراحل:

المرحلة الاُولى: مرحلة حیاة الإنسان الابتدائیّة حیث لم یکن للإنسان قد ألف الحیاة الاجتماعیة، ولم تبرز فی حیاته التناقضات والاختلافات، وکان یعبد الله تعالى استجابةً لنداء الفطرة ویؤدّی له فرائظ البسیطة، وهذه المرحلة یحتمل أن تکون فی الفترة الفاصلة بین آدم ونوح(علیهما السلام).

المرحلة الثانیة: وفیها اتّخذت حیاة الإنسان شکلاً اجتماعیّاً، ولابدّ أن یحدث ذلک لأنّه مفطور على التکامل، وهذا لا یتحقّق إلاّ فی الحیاة الاجتماعیّة.

المرحلة الثالثة: هی مرحلة التناقضات والاصطدامات الحتمیّة بین أفراد المجتمع البشری بعد استحکام وظهور الحیاة الاجتماعیّة، وهذه الاختلافات سواء کانت من حیث الإیمان والعقیدة، أو من حیث العمل وتعیین حقوق الأفراد والجماعات تحتّم وجود قوانین لرعایة وحل هذه الاختلافات، ومن هنا نشأت الحاجة الماسّة إلى تعالیم الأنبیاء وهدایتهم.

المرحلة الرابعة: وتتمیّز ببعث الله تعالى الأنبیاء لإنقاذ الناس، حیث تقول الآیة: (فبعث الله النبیّین مبشّرین ومنذرین).

فمع الإلتفات إلى تبشیر الأنبیاء وإنذارهم یتوجّه الإنسان إلى المبدأ والمعاد ویشعر أنّ وراءه جزاءً على أعماله فیحسّ أنّ مصیره مرتبط مباشرةً بتعالیم الأنبیاء وما ورد فی الکتب السّماویّة من الأحکام والقوانین الإلهیّة لحلّ التناقضات والنّزاعات المختلفة بین أفراد البشر، لذلک تقول الآیة: (وأنزل معهم الکتاب بالحق لیحکم بین الناس فی ما اختلفوا فیه).

المرحلة الخامسة: هی التمسّک بتعالیم الأنبیاء وما ورد فی کتبهم السماویّة لإطفاء نار الخلافات والنزاعات المتنوعة (الاختلافات الفکریّة والعقائدیّة والاجتماعیّة والأخلاقیّة).

المرحلة السادسة: واستمر الوضع على هذا الحال حتى نفذت فیهم الوساوس الشیطانیّة وتحرّکت فی أنفسهم الأهواء النفسانیّة، فأخذت طائفة منهم بتفسیر تعلیمات الأنبیاء والکتب السماویّة بشکل خاطیء وتطبیقها على مرادهم، وبذلک رفعوا رایة الاختلاف مرّة ثانیة، ولکن هذا الاختلاف یختلف عن الاختلاف السابق، لأنّ الأوّل کان ناشئاً عن الجهل وعدم الإطّلاع حیث زال وانتهى ببعث الأنبیاء ونزول الکتب السماویّة، فی حین أنّ منبع الاختلافات الثانیة هو العناد والانحراف عن الحقّ مع سبق الإصرار والعلم، وبکلمة: (البغی)، وبهذا تقول الآیة بعد ذلک: (وما اختلف فیه إلاّ الّذین اوتوه من بعد ما جاءتهم البیّنات بغیاً بینهم).

المرحلة السابعة: الآیة الکریمة بعد ذلک تُقسّم الناس إلى قسمین، القسم الأوّل المؤمنون الّذین ینتهجون طریق الحقّ والهدایة ویتغلّبون على کلّ الاختلافات بالاستنارة بالکتب السماویّة وتعلیم الأنبیاء، فتقول الآیة: (فهدى الله الّذین آمنوا لما اختلفوا فیه من الحق باذنه) فی حین أنّ الفاسقین والمعاندین ماکثون فی الضلالة والاختلاف.

وختام الآیة تقول (والله یهدی من یشاء إلى صراط مستقیم) وهذه الفقرة إشارة إلى حقیقة إرتباط مشیئة الله تعالى بأعمال الأفراد، فجمیع الأفراد الرّاغبون فی الوصول إلى الحقیقة یهدیهم الله تعالى إلى صراط مستقیم ویزید فی وعیهم وهدایتهم وتوفیقهم فی الخلاص من الاختلافات والمشاجرات الدنیویّة مع الکفّار وأهل الدنیا ویرزقهم السکینة والاطمئنان، ویبیّن لهم طریق النجاة والاستقامة.


1. «اُمّة» بمعنى الجماعة التی ترتبط بنوع من الرابطة الموحدة لأفرادها سواء کانت وحدة دینیة أو زمانیة أو مکانیة (المفردات، للراغب).

 

سورة البقرة / الآیة 213 1ـ الدین والمجتمع
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma