العصبیة القومیة لدى الیهود

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
سورة البقرة / الآیة 91 ـ 93بحثان

یشیر القرآن مرّة اُخرى إلى عصبیة الیهود القومیة ویقول:

(وإذا قیل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما انزل علینا ویکفرون بما وراءه).

فهم لم یؤمنوا بالإنجیل ولا بالقرآن، بل إنّهم یدورون حول محور العنصریة والمصلحیة، فیجرأون على رفض الدعوة التی جاءت تصدیقاً لما معهم فی التوراة (وهو الحقُّ مصدِّقاً لما معهم).

ویکشف القرآن زیف ادعائهم مرة اُخرى حین یقول لهم: (قل فلم تقتلون أنبیاء الله من قبل إن کنتم مؤمنین) هؤلاء یدّعون أنّهم یؤمنون بما أنزل علیهم، فهل التوراة تبیح لهم قتل الأنبیاء؟!

وهذا الذی یقوله بنو إسرائیل: (نؤمن بما انزل علین) ینطلق من روح ذاتیة فردیة أو فئویة، وهی تخالف روح التوحید. فالتوحید یستهدف القضاءَ على کل المحاور الذاتیة فی

حرکة الإنسان ومواقفه، وتکریس نشاطات الفرد حول محور العبودیة لله لا غیر.

بعبارة اُخرى، لو کان الإنصیاع للأوامر الإلهیّة متوقفاً على نزولها علیهم، فهو الشرک لا الإیمان، وهو الکفر لا الإسلام، ومثل هذا الإنصیاع لیس بدلیل على الإیمان قط.

وعبارة (ما أنزل الله) تحمل مفهوم نفی کل ذاتیة بشریة فی الرسالة، بما فی ذلک ذات النبی المرسل، فلم تتضمن العبارة اسم محمّد وعیسى وموسى علیهم أفضل الصلاة والسلام، بل التأکید على الإیمان بما أنزل الله تعالى.

ویعرض القرآن وثیقة اُخرى لإدانة الیهود ولکشف زیف إدعائهم فیقول: (ولقد جاءکم موسى بالبیِّنات ثمَّ اتَّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون).

ما هذا الانحراف نحو عبادة العجل بعد أن جاءتکم البینات إن کنتم فی إیمانکم صادقین؟! لو کنتم آمنتم به حقّاً، فَلِمَ تبدّل إیمانکم إلى کفر عند غیاب موسى وذهابه إلى جبل الطور، وبذلک ظلمتم أنفسکم ومجتمعکم والأجیال المتعاقبة بعدکم؟!

فی الآیة الثالثة یطرح القرآن وثیقة إدانة اُخرى، فیشیر إلى مسألة میثاق جبل الطور ویقول: (وإذ أخذنا میثاقکم ورفعنا فوقکم الطُّور خذوا ما آتیناکم بقوَّة واسمعوا قالوا سمعنا وعصین).

وما کان عصیانهم إلاّ عن انغماس فی حبّ الدنیا الذی تمثّل فی حبّ عجل السّامری الذّهبی: (واشربوا فی قلوبهم العجل بکفرهم) ولذا نسوا الله عزّ وجلّ؟! کیف یجتمع الإیمان بالله مع قتل انبیائه وعبادة العجل ونقض العهود والمواثیق الإلهیّة المؤکّدة؟! أجل (قل بئسما یأمرکم به إیمانکم إن کنتم مؤمنین)(1) .


1. مرّ بنا فی الآیات 51 و63 و83، من هذه السّورة المبارکة موضوع میثاق بنی إسرائیل وخصائصه.
 

 

سورة البقرة / الآیة 91 ـ 93بحثان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma