یذکر (العلاّمة الطباطبائی) فی المیزان بعد أن یُقسّم عصمة الأنبیاء إلى ثلاثة أقسام:
1ـ العصمة من الخطأ عند نزول الوحی واستلامه.
2ـ العصمة من الخطأ فی تبلیغ الرسالة.
3ـ العصمة من الذنب وما یؤدّی إلى هتک حرمة العبودیّة لله. یقول: إنّ الآیة مورد البحث دلیلٌ على عصمة الأنبیاء من الخطأ فی تلّقی الوحی وتبلیغ الرّسالة، لأنّ الهدف من بعثتهم هو البشارة والإنذار للنّاس وبیان العقیدة الحقّة فی الاعتقاد والعمل، وبذلک یمکنهم هدایة النّاس عن هذا الطریق، ومن الواضح أنّ هذا الهدف لا یتحقّق بدون العصمة فی تلّقی الوحی وتبلیغ الرّسالة.
القسم الثالث من العصمة یمکن استفادته من هذه الآیة أیضاً، لأنّه لو صدر خطأ فی تبلیغ الرّسالة لکان بنفسه عاملاً على الاختلاف، ولو حصل تضاد بین أعمال وأقوال الأنبیاء الإلهیّین بارتکابهم الذنب فیکون أیضاً عاملاً وسبباً للاختلاف، وبهذا فإنّ الآیة أعلاه یمکن أن تکون إشارة إلى عصمة الأنبیاء فی جمیع الأقسام الثلاثة المذکورة (1) .