ورد عن أئمّة أهل البیت(علیهم السلام) فی تفسیر (أین ما تکونوا یأت بکم الله جمیعاً) أنّ المقصود بهم أصحاب المهدی(علیه السلام).

من ذلک ما ورد فی «روضة الکافی» عن «الإمام الباقر»(علیه السلام) أنّه تلا الفقرة المذکورة من الآیة ثم قال: «یَعْنی أَصْحَابَ الْقَائِمِ الثَلاثَمِائَة وَالبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلا، وَهُمْ وَاللهِ الاُمَّةُ الْمَعْدُودةُ، قَالَ: یَجْتَمِعُونَ وَاللهِ فِی سَاعَة وَاحِدَة قَزَعَ(1) کَقَزَعِ الْخَرِیف»(2).

وروی عن الإمام علی بن موسى الرض(علیه السلام) أیضاً: «وَذَلِکَ وَاللهِ أَنْ لَوْ قَامَ قَائِمُنَا یَجْمَعُ اللهُ إلَیْهِ جَمِیعَ شِیعَتِنَا مِنْ جَمِیعِ الْبُلْدَانِ»(3).

هذا التّفسیر للآیة دون شک یتحدث عن «بطن» الآیة، والأحادیث ذکرت أنّ لکلام الله ظاهراً لعامّة النّاس، وباطناً لخاصّتهم.

بعبارة اُخرى: هذه الروایات تشیر إلى حقیقة، هی إن الله القادر على أن یجمع النّاس من ذرّات التراب المتناثرة فی یوم القیامة، لقادر على أن یجمع أصحاب المهدی فی ساعة بسهولة، من أجل انقداح الشرارة الاُولى للثورة العالمیة الرّامیة إلى إقامة حکم الله على ظهر الارض، وإزالة الظلم والعدوان عن وجهها.

1. أی یجتمعون کاجتماع قطع السحب الخریفیة لدى هبوب الریح.
2. تفسیر نور الثقلین، ج 1، ص 139.
3. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة مورد البحث.