فئة مغرورة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
سورة البقرة / الآیة 94 ـ 96 1ـ ما المقصود من الأعوام الألف؟

یبدو من تاریخ الیهود ـ مضافاً لما أخبر القرآن عنه ـ أنّ هؤلاء القوم کانوا یعتبرون أنفسهم فئة متمیزة فی العنصر، ومتفوقة على سائر الأجناس البشریة، وکانوا یعتقدون أن الجنّة خلقت لهم لا لسواهم، وأنّ نار جهنم لن تمسّهم، وأنّهم أبناء الله وخاصته، وأنّهم یحملون جمیع الفضائل والمحاسن.

هذا الغرور الأرعن تعکسه کثیر من آیات الذکر الحکیم الآیة 18 من سورة المائدة تقول عن لسانهم: (نحن أبناء الله وأحبَّاؤه).وفی الآیة111 من سورة البقرة نرى إدعاءً آخر لهم: (وقالوا لن یدخل الجنَّة إلاَّ من کان هوداً أو نصارى)، وهکذا فی الآیة 80 من سورة البقرة: (وقالوا لن تمسَّنا النَّار إلاَّ أیّاماً معدودةً).

هذه التصورات الموهومة کانت تدفعهم من جهة إلى الظلم والجریمة والطغیان، وتبعث فیهم ـ من جهة اُخرى ـ الغرور والتکبّر والإستعلاء.

والقرآن الکریم یجیب هؤلاء القوم جواباً دامغاً إذ یقول: (قل إن کانت لکم الدَّار الآخرة عند الله خالصةً من دون النَّاس فتمنَّوا الموت إن کنتم صادقین).

ألا تحبّون رحمة الله وجواره ونیل النعیم الخالد فی الجنان؟ ألا یحب الحبیب لقاء حبیبه؟!

لقد کان الیهود یهدفون من کلامهم هذا وأنّ الجنّة خالصة لنا دون سائر النّاس: أو أنّ النّار لاتمسّنا إلاّ أیّاماً معدودات ـ إلى توهین إیمان المسلمین وتخدیر عقائدهم.

لماذا تفرون من الموت، وکل ما فی الآخرة من نعیم هو لکم کما تدّعون؟! لماذا هذا الإلتصاق بالأرض وبالمصالح الذاتیة الفردیة، إن کنتم مؤمنین بالآخرة وبنعیمها حقّاً؟!

بهذا الشکل فضح القرآن اُکذوبة هؤلاء وبیّن زیف إدعائهم.

فی الآیة التّالیة تأکید على ما سبق بشأن ابتعاد القوم عن الموت: (ولن یتمنَّوه أبداً بما قدَّمت أیدیهم والله علیمٌ بالظَّالمین).

هؤلاء یعلمون ما فی ملفّ أعمالهم من وثاق سوداء ومن صحائف إدانة، والله علیم بکل ذلک، ولذلک فهم لا یتمنون الموت، لأنّه بدایة حیاة یحاسبون فیها على کل أعمالهم.

الآیة الأخیرة تذکر انشداد هؤلاء بالأرض وحرصهم الشدید على المال والمتاع: (ولتجدنَّهم أحرص النّاس على حیاة) وتذکر الآیة أن حرصهم هذا یفوق حرص الذین أشرکوا: (ومن الَّذین أشرکو).

المشرکون ینبغی أن یکونوا أحرص من غیرهم على جمع المال والمتاع، لکن هؤلاء من أصحاب الإدعاءات الفارغة، بلغوا من الحرص ما لم یبلّغه المشرکون.

وبلغ شغفهم بالدنیا أنّه (یودُّ أحدهم لو یعمَّر ألف سنة) لجمع مزید من متاع الدنیا، أو خوفاً من عقاب الآخرة! لکن هذا العمر الذی یتمناه کل واحد منهم لا یبعده عن العذاب، ولا یغیّر من مصیره شیئاً (وما هو بمزحزحه من العذاب أن یعمَّر) إذ کل شیء محصى لدى الله، ولا یعزب عن عمله شیء (والله بصیرٌ بما یعملون).

 

سورة البقرة / الآیة 94 ـ 96 1ـ ما المقصود من الأعوام الألف؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma