من الآیة مورد البحث نفهم ضمنیاً أنّ الإمام (القائد المعصوم لکل جوانب المجتمع) یجب أن یکون معیّناً من قبل الله سبحانه، لما یلی:

أوّلا: الإمامة میثاق إلهی، وطبیعی أن یکون التعیین من قبل الله، لأنّه طرف هذا المیثاق.

ثانیاً: الأفراد الذین تلبّسوا بعنوان الظلم، ومارسوا فی حیاتهم لحظة ظلم بحقّ أنفسهم أو بحقّ الآخرین، کأن تکون لحظة شرک مثلا، لا یلیقون للإمامة، فالإمام یجب أن یکون طیلة عمره معصوماً.

وهل یعلم ذلک فی نفوس الأفراد إلاّ الله؟!

ولو أردنا بهذا المعیار أن نعیّن خلیفة لرسول الله(صلى الله علیه وآله)، فلا یمکن أن یکون غیر علی(علیه السلام).

جدیر بالذکر أنّ صاحب «المنار» نقل عن أبی حنیفة قوله: أنّ الخلافة لا تلیق إلاّ بالعلویین، ومن هنا أجاز الخروج على حکومة العباسیین، ومن هنا أیضاً رفض منصب القضاء فی حکومة خلفاء بنی العباس.

ویقول صاحب المنار أیضاً: إنّ أئمّة المذاهب الأربعة کانوا معارضین لحکام زمانهم، وکانوا یعتبرون أولئک الحکام غیر لائقین لزعامّة المسملین، لأنّهم ظالمون(1).

ومن العجیب أنّ کثیراً من علماء أهل السنة فی عصرنا هذا، یؤیدون ویدعمون الحکومات الظالمة المتجبّرة المرتبطة إرتباطاً واضحاً جلیّاً بجبهة الکفر العالمیة، والمفسدة فی الأرض إفساداً لا یخفى على أحد، بل أکثر من ذلک یعتبرون هؤلاء الحکام «اُولی الأمر» ویرکّزون على وجوب طاعتهم!!

1. تفسیر المنار، ج 1، ص 457 و458.