الإنسان بین یدی الله

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
سورة الحمد / الآیة 5 1 ـ هو المستعان وحده

فی هذه الآیة یتغیّر لحن السّورة، إذ یبدأ فیها دعاء العبد لربّه والتضرّع إلیه، الآیات السابقة دارت حول حمد الله والثناء علیه، والإقرار بالإیمان والإعتراف بیوم القیامة، وفی هذه الآیة یستشعر الإنسان ـ بعد رسوخ أساس العقیدة ومعرفة الله فی نفسه حضوره بین یدی الله... یخاطبه ویناجیه، یتحدث إلیه أولا عن تعبّده، ثم یستمد العون منه وحده دون سواه: (إیَّاک نعبد وإیَّاک نستعین).

بعبارة اُخرى: عندما تتعمق مفاهیم الآیات السابقة فی وجود الإنسان، وتتنوّر روحه بنور ربّ العالمین، ویدرک رحمة الله العامّة والخاصّة، ومالکیته لیوم الجزاء، یکتمل الإنسان فی جانبه العقائدی، وهذه العقیدة التوحیدیة العمیقة، ذات عطاء یتمثّل أوّلا: فی تربیة الإنسان العبد الخالص لله، المتحرر من العبودیة للآلهة الخشبیة والبشریة والشهویة، ویتجلّى ثانیاً: فی الإستمداد من ذات الله تبارک وتعالى.

الآیات السابقة تحدثت فی الحقیقة عن توحید الذات والصفات، وهذه الآیة تتحدّث عن توحید العبادة وتوحید الأفعال.

توحید العبادة: یعنی الإعتراف بأن الله سبحانه هو وحده اللائق بالعبادة والطاعة والخضوع، وبالتشریع دون سواه، کما یعنی تجنب أىّ نوع من العبودیة والتسلیم لغیر ذاته المقدسة.

وتوحید الأفعال: هو الإیمان بأنّ الله هو المؤثّر الحقیقی فی العالم (لاَ مُؤَثِّرَ فِی الْوُجُودِ إلاَّ الله) (1). وهذا لا یعنی إنکار عالم الأسباب، وتجاهل المسببات، بل یعنی الإیمان بأن تأثیر الأسباب، إنّما کان بأمر الله، فالله سبحانه هو الذی یمنح النار خاصیة الإحراق، والشمس خاصیة الإنارة، والماء خاصیة الإحیاء.

ثمرة هذا الاعتقاد أنّ الإنسان یصبح معتمداً على (الله) دون سواه، ویرى أنّ الله هو القادر العظیم فقط، ویرى ما سواه شبحاً لا حول له ولا قوّة، وهو وحده سبحانه اللائق بالإتکال والاعتماد علیه فی کل الاُمور.

هذا التفکیر یحرر الإنسان من الإنشداد إلى أىّ موجود من الموجودات، ویربطه بالله وحده، وحتى لو تحرک هذا الإنسان فی دائرة استنطاق عالم الأسباب، فإنّما یتحرّک بأمر الله تعالى، لیرى فیها تجلّی قدرة الله، وهو «مُسَبِّبُ الأسْبَابِ». (2)

هذا المعتقد یسمو بروح الإنسان ویوسّع آفاق فکره، لیرتبط بالأبدیة واللانهایة، ویحرر الکائن البشری من الاُطر الضیقة الهابطة.

 


1. بحارالانوار، ج 5، ص 151.
2. بحارالانوار، ج 83، ص 342.

 

سورة الحمد / الآیة 5 1 ـ هو المستعان وحده
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma