1ـ لماذا الاختبار الإلهی؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
الدّنیا دار اختبار إلهی2ـ الإختبار الإلهی عام

فی مجال الاختبار الإلهی تطرح بحوث کثیرة، وأوّل ما یتبادر للذهن فی هذا المجال هو سبب هذا الاختبار، فنحن نختبر الأفراد لنفهم ما نجهله عنهم. فهل أنّ الله سبحانه وتعالى بحاجة إلى مثل هذا الاختبار لعباده، وهو العالم بکل الخفایا والأسرار؟! وهل هناک شیء خفی عنه حتى یظهر له بهذا الامتحان؟!

والجواب أنّ مفهوم الاختبار الإلهی یختلف عن الاختبار البشری.

اختباراتنا البشریة ـ هی کما ذکرت آنفاً ـ تستهدف رفع الإبهام والجهل، والاختبار الإلهی قصده «التربیة».

فی أکثر من عشرین موضعاً تحدث القرآن عن الاختبار الإلهی، باعتباره سنّة کونیة لا تنقض من أجل تفجیر الطاقات الکامنة، ونقلها من القوّة إلى الفعل، وبالتالی فالاختبار الإلهی من أجل تربیة العباد، فکما أنّ الفولاذ یتخلص من شوائبه عند صهره فی الفرن، کذلک الإنسان یخلص وینقى فی خضمّ الحوادث، ویصبح أکثر قدرة على مواجهة الصعاب والتحدیات.

الاختبار الإلهی یشبه عمل زارع خبیر، ینثر البذور الصالحة فی الأرض الصالحة، کی تستفید هذه البذور من مواهب الطبیعة وتبدأ بالنمو، ثمّ تصارع هذه البذرة کل المشاکل والصعاب بالتدریج، وتقاوم الحوادث المختلفة کالرّیاح العاتیة والبرد الشدید والحر اللافح، لتخرج بعد ذلک نبتة مزهرة أو شجرة مثمرة، تستطیع أن تواصل حیاتها أمام الصعاب.

ومن أجل تصعید معنویات القوّات المسلحة، یؤخذ الجنود إلى مناورات وحرب إصطناعیة، یعانون فیها من مشاکل العطش والجوع والحر والبرد والظروف الصعبة والحواجز المنیعة.

وهذا هو سرُّ الاختبارات الإلهیّة.

یقول سبحانه فی موضع آخر من کتابه العزیز: (ولیبتلی الله ما فی صدورکم ولِیمحِّص ما فِی قلوبکم والله علیمٌ بذات الصُّدور)(1).

ویقول أمیر المؤمنین علی(علیه السلام) فی بیان سبب الاختبارات الإلهیّة: «... وَإنْ کَانَ سُبْحَانَهُ أعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَلَکِنْ لِتَظْهَرَ الأَفْعَالُ الَّتی بِهَا یُسْتَحَقُّ الثَّوابُ وَالْعِقَابُ»(2).

أی أنّ الصفات الکامنة لا یمکن أن تکون وحدها معیاراً للثواب والعقاب، فلابدّ أن تظهر من خلال أعمال الإنسان، والله یختبر عباده لیتجلّى ما یضمرونه فی أعمالهم، ولکی تنتقل قابلیّاتهم من القوّة إلى الفعل، وبذلک یستحقون الثواب أو العقاب.

لو لم یکن الاختبار الإلهی لما تفجرت هذه القابلیات، ولما أثمرت الکفاءات، وهذه هی فلسفة الاختبار الإلهی فی منطق الإسلام.


1. آل عمران، 154.
2. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الکلمة 93.

 

الدّنیا دار اختبار إلهی2ـ الإختبار الإلهی عام
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma