1ـ «اصفحوا» من «صفح»، وصفح الشیء عرضه وجانبه کصفحة الوجه وصفحة السیف وصفحة الحجر، والأمر بالصفح هو الأمر بالإعراض، لکنّ عطفها على «فَاعْفُوا» یفهم أنّه أمر بالإعراض لا عن جفاء، بل عن عفو وسماح.
وهذا التعبیر یوحی أیضاً أن المسلمین کانت لهم قدرة المقابلة وعدم الصفح، لکن الأمر بالعفو والصفح یستهدف اتمام الحجّة على العدوّ، کی یهتدی من هو قابل للإصلاح. بعبارة اُخرى: ممارسة القوّة لیست المرحلة الاُولى فی مواجهة العدوّ، بل العفو والصفح، فإن لم یُجد نفعاً فالسیف.
2ـ عبارة (إنَّ الله على کلِّ شیء قدیرٌ) قد تشیر إلى أن الله قادر على أن ینصر المسلمین على أعدائهم بطرق غیبیة، ولکن طبیعة حیاة البشر والکون قائمة على أنّ الأعمال لا تتم إلاّ بالتدریج وبعد توفّر المقدمات.
3ـ عبارة (حسداً من عند أنفسهم) قد تکون إشارة إلى توغل الحسد فی نفوس هؤلاء، فالحسد قد یتخذ أحیاناً طابع الدین والرسالة، لکن حسد هؤلاء لم یکن له حتى هذا الظاهر، بل کان ضیّقاً شخصی(1) .
ویحتمل أیضاً أن تکون إشارة إلى أنّ الحسد متجذّر فی نفوسهم.