التضحیة بالنفس والمال

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
سورة البقرة / الآیة 216 1ـ لماذا کان الجهاد مکروهاً؟

الآیة السابقة تناولت مسألة الإنفاق بالأموال، وهذه الآیة تدور حول التضحیة بالدم والنفس فی سبیل الله، فالآیتان یقترن موضوعهما فی میدان التضحیة والفداء، فتقول الآیة: (کتب علیکم القتال وهو کرهٌ لکم).

التعبیر بکلمة (کُتِب) إشارة إلى حتمیّة هذا الأمر الإلهی ومقطوعیّته.

(کُره) وإن کان مصدراً، إلاّ أنّه استُعمل هنا باسم المفعول یعنی مکروه، فالمراد من هذه الجملة أنّ الحرب مع الأعداء فی سبیل الله أمر مکروه وشدید على الناس العادیّین، لأنّ الحرب تقترن بتلف الأموال والنفوس وأنواع المشقّات والمصائب، وأمّا بالنّسبة لعشّاق الشّهادة فی سبیل الحقّ ومن له قدم راسخ فی المعرکة فالحرب مع أعداء الحقّ بمثابة الشراب العذب للعطشان، ولاشکّ فی أنّ حساب هؤلاء یختلف عن سائر الناس وخاصّةً فی بدایة الإسلام.

ثمّ تشیر هذه الآیة الکریمة إلى مبدأ أساس حاکم فی القوانین التکوینیّة والتشریعیّة الإلهیّة وتقول: (وعسى أن تکرهوا شیئاً وهو خیر لکم).

وعلى العکس من تجنّب الحرب وطلب العافیة وهو الأمر المحبوب لکم ظاهراً، إلاّ أنّه (وعسى أن تحبّوا شیئاً وهو شر لکم).

ثمّ تضیف الآیة وفی الختام (والله یعلم وأنتم لا تعلمون) فهنا یؤکّد الخالق جلّ وعلا بشکل حاسم أنّه لا ینبغی لأفراد البشر أن یحکّموا أذواقهم ومعارفهم فی الاُمور المتعلّقة

بمصیرهم، لأنّ علمهم محدود من کلّ جانب ومعلوماتهم بالنّسبة إلى مجهولاتهم کقطرة فی مقابل البحر، وکما أنّ الناس لم یُدرکوا شیئاً من أسرار الخِلقة فی القوانین التکوینیّة الإلهیّة، فتارةً یهملون شیئاً ولا یعیرونه اهتماماً فی حین أنّ أهمیّته وفوائده فی تقدّم العلوم کبیرة، وهکذا بالنسبة إلى القوانین التشریعیّة فالإنسان لا یعلم بکثیر من المصالح والمفاسد فیها، وقد یکره شیئاً فی حین أنّ سعادته تکون فیه، أو أنّه یفرح لشیء ویطلبه فی حین أنّه یستبطن شقاوته.

فهؤلاء النّاس لایحقّ لهم مع الإلتفات إلى علمهم المحدود أن یتعرضوا على علم الله اللاّمحدود ویعترضوا على أحکامه الإلهیّة، بل یجب أن یعلموا یقیناً أنّ الله الرّحمن الرحیم حینما یُشرّع لهم الجهاد والزکاة والصوم والحجّ فکلّ ذلک لما فیه خیرهم وصلاحهم.

ثمّ إنّ هذه الحقیقة تعمّق فی الإنسان روح الانضباط والتسلیم أمام القوانین الإلهیّة وتؤدی إلى توسعة آفاق إدراکه إلى أبعد من دائرة محیطه المحدود وتربطه بالعالم اللاّمحدود یعنی علم الله تعالى.

 

سورة البقرة / الآیة 216 1ـ لماذا کان الجهاد مکروهاً؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma