6ـ التّأثیر المعنوی للشّفاعة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
5ـ الشّفاعة فی الحدیث7ـ التائبون والشفاعة

ما ذکرناه من روایات بشأن الشفاعة هو غیض من فیض، فالروایات فی هذا المجال کثیرة تبلّغ حدّ التواتر، وإنّما اخترنا منها ما یتناسب مع بحثنا.

النووی الشافعی (1) فی شرحه لصحیح مسلم، نقل عن القاضی عیّاض ـ وهو من کبار علماء أهل السنة، ـ أنّ أحادیث الشفاعة متواترة (2) .

ابن تیمیة (المتوفّى 728 هـ.) ومحمّد بن عبد الوهّاب (المتوفّى 1206 هـ.)، مع ما لهما من تعصّب ولجاج فی مثل هذه الاُمور، یقرّان بتواتر هذه الروایات.

ثمّة کتاب دراسی معروف ومتداول بین «الوهّابیة» هو «فتح المجید» للشیخ عبد الرحمن بن حسن، ینقل عن «ابن القیم» مایلی:

 

«الرابع: شفاعته فی العصاة من أهل التوحید الذین یدخلون النار بذنوبهم. والأحادیث بها متواترة عن النبی (صلى الله علیه وآله) وقد أجمع علیها الصحابة وأهل السنة قاطبة وبدعوا من أنکرها وصاحوا به من کل جانب ونادوا علیه بالضلال» (3) .

وقبل أن ندرس الآثار الاجتماعیة والنفسیة لمسألة الشفاعة والإشکالیات الأربع حول فلسفة الشفاعة، نلقی نظرة على الآثار المعنویة لهذه المسألة فی إطار آراء الموحّدین المؤمنین بالشفاعة، فمثل هذه النظرة تمهّد السبیل لدراستنا القادمة فی حقل الشفاعة ومعطیاتها الاجتماعیة والنفسیة. (4)

اختلف علماء العقائد المسلمون فی کیفیة التأثیر المعنوی للشفاعة. فقال جمع یسمون «الوعیدیة»، وهم المؤمنون بخلود مرتکبی الکبائر فی جنهم: إنّ الشفاعة لیس لها أثر على إزالة آثار الذنوب، بل تأثیرها یقتصر على زیادة الثواب وعلى التکامل المعنوی.

و«التفضیلیة» وهم من یعتقد بعدم خلود مرتکبی الکبائر فی جهنم، فیذهبون إلى أنّ الشفاعة تشمل المذنبین، وتؤثر فی إسقاط العقاب عنهم.

أما «الخواجة نصیر الدین الطوسی (رحمه الله)» فیؤید کلا الأمرین فی کتابه «تجرید الاعتقاد» ویرى وجود کلا الأثرین للشفاعة.

«العلاّمة الحلی (رحمه الله)» شرح عبارة الطوسی فی کتابه «کشف المراد» ولم یردّ علیها بل أورد شواهد علیها.

لو أخذنا بنظر الاعتبار ما مرّ بنا بشأن معنى الشفاعة لغویاً ومقارنتها بالشفاعة التکوینیّة، لما ترددنا فی صحة ما ذهب إلیه المحقق الطوسی.

فمن جهة، ثمّة روایة معروفة عن الإمام الصادق (علیه السلام) هی: «مَا مِنْ أَحَد مِنَ الأَوّلَیِنَ وَالاْخِرِینَ إلاَّ وَهُوَ مُحْتَاجٌ إلَى شَفَاعَةِ محمّد (صلى الله علیه وآله) یَوْمَ الْقِیَامَةِ» (5) .

واستناداً إلى هذه الروایة، یحتاج إلى الشفاعة کل النّاس، حتى التائبون المغفور لهم، وفی مثل هذه الحالة لابدّ أن تکون الشفاعة ذات تأثیرین، فی الحطّ من الذنوب، وفی علوّ المنزلة.

 

أمّا الروایات التی تذهب إلى عدم حاجة الصالحین للشفاعة (6) فهی تنفی ذلک النوع من الشفاعة الخاص بالمجرمین والمذنبین.

ومن جهة اُخرى ذکرنا أنّ الشفاعة تعنی انضمام الفرد الأشرف والأقوى إلى الفرد الأضعف لمساعدة هذا الضعیف، وهذه المساعدة قد تکون لزیادة نقاط القوّة، وقد تکون لإزالة نقاط الضعف.

فی الشفاعة التکوینیة نشهد هذین اللونین من الشفاعة فی مسیرة حرکة التکامل والنمو، فإنّ الکائنات الأضعف تحتاج إلى عوامل أقوى لإزالة عوامل التخریب تارة (کحاجة النباتات إلى نور الشمس لإبادة الآفات)، وتارة اُخرى لزیادة نقاط القوّة وسرعة التطور (کحاجة النباتات إلى نور الشمس من أجل النموّ)، وهکذا الطالب یحتاج إلى الاُستاذ لإصلاح أخطائه من جهة، ولزیادة معلوماته من جهة اُخرى.

کل ذلک یدلّ على أنّ للشفاعة أثرین، ولا تقتصر على دائرة إزالة آثار الذنب والإثم (تأمل بدقّة).


1. هو یحیى بن شرف، من علماء القرن السابع الهجری، والنووی نسبة إلى مدینة «النوى» قرب دمشق.
2. بحارالانوار، ج 3، ص 307.
3. فتح المجید، ص 211.
4. ینبغی الإلتفات إلى أننا نعالج هذه المسألة من خلال المنطق الخاص لعلماء العقائد.
5. بحارالانوار، ج 8، ص 38; وتفسیر على بن ابراهیم القمی، ج 2، ص 202.
6. ثواب الأعمال، ص 76; وبحارالانوار، ج 88، ص 131.

 

5ـ الشّفاعة فی الحدیث7ـ التائبون والشفاعة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma