نعمة الحریة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
سورة البقرة / الآیة 49 سورة البقرة / الآیة 50

فی هذه الآیة إشارة إلى نعمة کبیرة اُخرى، منَّ بها الله سبحانه على بنی إسرائیل، وهی نعمة تحریرهم من براثن الظالمین: (وإذ نجَّیناکم من آل فرعون یسومونکم سوء العذاب یذبِّحون أبناءکم ویستحیون نساءکم وفی ذلکم بلاءٌ من ربکم عظیمٌ ).

القرآن یعبّر عن العذاب الذی أنزله فرعون ببنی إسرائیل بفعل (یسومونکم ) من «سام» التی تعنی فی الأصل الذهاب فی ابتغاء الشیء، واستعمال هذا الفعل بصیغة المضارع یشیر إلى استمرار العذاب، وإلى أنّ بنی إسرائیل کانوا دوماً تحت التعذیب من قبل الفراعنة.

والقرآن عبّر بکلمة «البلاء» عمّا کان ینزل ببنی إسرائیل من عذاب یتمثل فی قتل الذکور واستخدام الإناث لخدمة آل فرعون، واستثمار طاقات بنی إسرائیل لخدمة الأقباط وإشباع رغبات ونزوات المستکبرین.

والبلاء یعنی الإمتحان، فالحوادث والمصائب التی نزلت ببنی إسرائیل کانت بمثابة الامتحان لهم، کما قد یأتی البلاء بمعنى العقاب، لأن بنی إسرائیل سبق لهم أن کفروا بنعمة ربّهم، فکان ما أصابهم من آل فرعون عقاباً على کفرانهم.

وذکر بعض المفسرین معنى ثالثاً للبلاء، وهو النعمة، وبذلک یکون البلاء العظیم یعنی النعمة العظیمة، والمقصود منها نعمة النجاة من آل فرعون (1) .

 

على کل حال، یوم نجاة بنی إسرائیل من آل فرعون یوم تاریخی مهم، رکّز علیه القرآن فی مواضع عدیدة ولنا وقفات اُخرى عند هذا الحدث الکبیر.

من الملفت للنظر أن القرآن یسمّی ذبح الأبناء واستحیاء النساء عذاباً، ولو عرفنا أن استحیاء النساء یعنی استبقاءهنّ، وترکهنّ أحیاء، لإتّضح لنا أنّ القرآن یشیر إلى أنّ مثل هذا الاستبقاء المذل هو عذاب أیضاً مثل عذاب القتل، وهذا المعنى یشیر إلیه الإمام أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) اذ یقول: «فَالْمَوتُ فِی حَیَاتِکُمْ مَقْهُورینَ وَالْحَیَاةُ فِی مَوْتِکُمْ قَاهِرینَ» (2) .

عملیة الإماتة کانت شاملة للذکور والإناث مع اختلاف فی ممارسة هذه العملیة، وفی عالمنا المعاصر یمارس طواغیت الأرض عملیة الإماتة أیضاً بأسالیب اُخرى، وذلک عن طریق قتل روح الرجولة فی الذکور، ودفع الإناث إلى مستنقع إشباع الشهوات.

من المفسرین من ذهب إلى أن سبب قتل أبناء بنی إسرائیل واستحیاء نسائهم، یعود إلى رؤیا عرضت لفرعون فی منامه، ولکن السبب لیس الرؤیا وحدها ـ کما سنبیّن ذلک فی تفسیر الآیة الرابعة من سورة القصص ـ بل أیضاً خوف الفرعونیین من اشتداد قوّة بنی إسرائیل وتشکیلهم خطراً على سلطة آل فرعون.

 


1. یقال «بلاء» الثوب ای خلق، وبلوته: اختبرته کأنّی أخلقته من کثرة اختیاری له، وسمیّ الغمّ بلاء من حیث إنّه یُبلى الجسم، وسمّی التکلیف بلاء لأنّ التکالیف مشاقّ على الأبدان ولأنّها اختبارات، ولأنّ اختبار الله تعالى للعباد تارة بالمسارّ لیشکروا وتارة بالمضار لیصبروا، فصارت المنحة والمحنة جمیعاً بلاءً. (المفردات، مادة: بلى).
2. نهج البلاغة، الخطبة 51.

 

سورة البقرة / الآیة 49 سورة البقرة / الآیة 50
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma