5ـ الإیمان بیوم القیامة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
4ـالإیمان بالأنبیاء(علیهم السلام)1ـ مواصلة طریق الإیمان والعمل

آخر صفة فی هذه السلسلة من الصفات التی قرّرها القرآن للمتقین (وبالآخرة هم یوقنون ).

إنّهم یوقنون بأنّ الإنسان لم یخلق هملا وعبثاً. فالخلیقة عیّنت للکائن البشری مسیرة تکاملیة لا تنتهی إطلاقاً بموته، إذ لو کان الموت نهایة المسیر لکانت حیاة الإنسان عبثاً لا طائل تحته.

المتّقون یقرّون بأن عدالة الله المطلقة تنتظر الجمیع، ولا شیء من أعمال البشر فی هذه الدنیا یبقى بدون جزاء.

هذا اللون من التفکیر یبعث فی نفس حامله الهدوء والسکینة، ویجعله یتحمل أعباء المسؤولیة ومشاقّها بصدر رحب، ویقف أمام الحوادث کالطود الأشمّ، ویرفض الخضوع للظلم، وهذا التفکیر یملأ الإنسان ثقة بأنّ الأعمال ـ صالحها وطالحها ـ لها جزاء وعقاب، وبأنّه ینتقل بعد الموت إلى عالم أرحب خال من کل ألوان الظلم، یتمتع فیه برحمة الله الواسعة وألطافه الغزیرة.

الإیمان بالآخرة یعنی شقّ حاجز عالم المادة والدخول إلى عالم أسمى. ویعنی أنّ عالمنا هذا مزرعة لذلک العالم الأسمى ومدرسة إعدادیة له، وأنّ الحیاة فی هذا العالم لیست هدفاً نهائیّاً، بل تمهید وإعداد للعالم الآخر.

الحیاة فی هذا العالم شبیهة بحیاة المرحلة الجنینیّة، فهی لیست هدفاً لخلقة الإنسان، بل مرحلة تکاملیة من أجل حیاة اُخرى، وما لم یولد هذا الجنین سالماً خالیاً من العیوب، لا یستطیع أن یعیش سعیداً فی الحیاة التالیة.

الإیمان بیوم القیامة له أثر عمیق فی تربیة الإنسان، یهبه الشجاعة والشهامة، لأنّ أسمى وسام یتقلده الإنسان فی هذا العالم هو وسام «الشهادة» على طریق هدف مقدّس إلهی، والشهادة أحبّ شیء للإنسان المؤمن، وبدایة لسعادته الأبدیّة.

الإیمان بیوم القیامة یصون الإنسان من ارتکاب الذّنوب، بعبارة اُخرى: یتناسب ارتکابنا للذنوب مع إیماننا بالله والیوم الآخر تناسباً عکسیاً، فکلما قوی الإیمان قلّت الذنوب، یقول الله سبحانه لنبیّه داود: (ولا تتَّبع الهوى فیضلَّک عن سبیل الله إنَّ الَّذین یضلُّون عن سبیل الله لهم عذابٌ شدیدٌ بما نسوا یوم الحساب ) (1) .

نسیان یوم الحساب أساس کل طغیان وظلم وذنب، وبالتالی أساس استحقاق العذاب الشدید.

آخر آیة فی هذا البحث تشیر إلى النتیجة التی یتلقاها المؤمنون المتّصفون بالصفات الخمس المذکورة، تقول: (اولئک على هدىً من ربِّهم واولئک هم المفلحون ).

وقد ضمن ربّ العالمین لهؤلاء هدایتهم وفلاحهم، وعبارة (من ربِّهم ) إشارة إلى هذه الحقیقة.

واستعمال حرف (على) فی عبارة (على هدىً من ربِّهم ) یوحی بأنّ الهدایة الإلهیّة مثل سفینة یرکبها هؤلاء المتّقون لتوصلهم إلى السعادة والفلاح، (لأنّ حرف (على) یوحی غالباً معنى الاستعلاء).

واستعمال کلمة «هدى» فی حالة نکرة یشیر إلى عظمة الهدایة التی شملهم الله بها.

وتعبیر (هم المفلحون ) یفید الانحصار کما یذکر علماء البلاغة، أی إنّ الطریق الوحید للفلاح هو طریق هؤلاء المفلحین (2) !


1.ص، 26.
2. صاحب المنار یصر على أنّ تکرار کلمة «أولئک» فی الآیة یفید الإشارة إلى مجموعتین: الاُولى ـ أولئک الذین یتصفون بالإیمان بالغیب، وبإقامة الصلاة، وبالإنفاق، والثانیة ـ هم المؤمنون بالوحی السماوی وبالاخرة، نحن نستبعد کثیراً هذا التّفسیر، لأن الصفات الخمس المذکورة مترابطة لا یمکن التفکیک بینها، وکلها تصف مجموعة واحدة.
 

 

4ـالإیمان بالأنبیاء(علیهم السلام)1ـ مواصلة طریق الإیمان والعمل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma