1ـ فلسفة بعض المحرّمات

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
الطّیبات والخبائث2ـ التکرار والتأکید

المحرّم الأوّل; اللحوم: الأغذیة المحرمة التی ذکرتها الآیة الکریمة أعلاه لها ـ کسائر المحرمات الإلهیّة ـ فلسفتها الخاصّة. وقد شرّعت إنطلاقاً من خصائص الإنسان جسمیاً وروحیاً، والروایات الإسلامیة ذکرت علل بعض هذه الأحکام، والعلوم الحدیثة أماطت اللثام أیضاً عن بعض هذه العلل.

على سبیل المثال، روی عن الإمام الصادق(علیه السلام) قال: «...أَمَّا الْمِیْتَةُ فَإنَّهُ لَمْ یَنَلْ مِنْهَا أَحَدٌ إلاَّ ضَعُفَ بَدَنُهُ، وَذَهَبَتْ قُوَّتُهُ، وَانْقَطَعَ نَسْلُهُ، وَلاَ یَمُوتُ آکِلُ الْمِیْتَةِ إلاَّ فَجْأَةً»(1).

ولعل هذه المفاسد تعود إلى أنّ جهاز الهضم لا یستطیع أن یصنع من المیتة دماً سالماً حیاً، إضافة إلى أنّ المیتة مرتع أنواع المیکروبات، والإسلام اعتبر المیتة نجسة، کی یبتعد عنها المسلم فضلا عن عدم تناولها.

والمحرّم الثانی; الدم: فی هذه الآیة «الدم»، وشرب الدم له مفاسد أخلاقیة وجسمیة، فهو وسط مستعد تماماً لتکاثر أنواع المیکروبات.

المیکروبات التی تدخل البدن تتّجه أوّل ما تتّجه إلى الدم، وتتخذه مرکزاً لنشاطها، ولذلک اتخذت الکریات البیضاء مواقعها فی الدم للوقوف بوجه توغل هذه الأحیاء المجهریة فی الدم المرتبط بکل أجزاء الجسم.

وحین یتوقف الدم عن الحرکة وتنعدم الحیاة فیه، یتوقف نشاط الکریات البیض أیضاً، ویصبح الدم على بذلک وسطاً صالحاً لتکاثر المیکروبات دون أن تواجه عقبة فی التکاثر، ولذلک نستطیع القول إنّ الدم ـ حین یتوقف عن الحرکة ـ یکون أکثر أجزاء جسم الإنسان والحیوان تلوثاً.

ومن جهة اُخرى ثبت الیوم فی علم الأغذیة، أنّ الأغذیة لها تأثیر على الأخلاق والمعنویات عن طریق التأثیر فی الغدد وإیجاد الهورمونات، ومنذ القدیم ثبت تأثیر شرب الدم تشدید قسوة الإنسان، وأصبح ذلک مضرب الأمثال، لذلک نرى الروایة عن الإمام جعفر بن محمّد(علیه السلام) تقول: «أمّا الدم فإنه یورث القسوة فی القلب وقلّة الرأفة والرحمة حتى لا یؤمن أن یقتل ولده ووالدیه ولا یؤمن على حمیمه ولا یؤمن على من یصحبه»(2).

والمحرّم الثالث; الخنزیر: المحرمات المذکورة فی الآیة «لحم الخنزیر».

الخنزیر ـ حتى عند الأوروبیین المولعین بأکل لحمه ـ رمز التحلل الجنسی، وهو حیوان قذر للغایة، وتأثیر تناول لحمه على التحلل الجنسی لدى الإنسان مشهود.

 

حرمة تناول لحمه صرحت بها شریعة موسى(علیه السلام) أیضاً، وفی الأناجیل شُبّه المذنبون بالخنزیر، کما أنّ هذا الحیوان مظهر الشیطان فی القصص.

ومن العجیب أنّ اُناساً یرون بأعینهم قذارة هذا الحیوان حتى إنّه یأکل عذرته، ویعلمون احتواء لحمه على نوعین خطرین من الدیدان، ومع ذلک یصرّون على أکله.

دودة «التریشین» التی تعیش فی لحم هذا الحیوان تتکاثر بسرعة مدهشة، وتبیض فی الشهر الواحد خمسة عشر ألف مرّة، وتسبب للإنسان أمراضاً متنوعة کفقر الدم، والغثیان، وحمّى خاصّة، والإسهال، وآلام المفاصل، وتوتر الأعصاب، والحکّة، وتجمع الشحوم داخل البدن، والإحساس بالتعب، وصعوبة مضغ الطعام وبلعه، والتنفس و... .

وقد یوجد فی کیلو واحد من لحم الخنزیر (400) ملیون دودة من هذه الدیدان!! ولذلک أقدمت بعض البلدان الأوروبیة فی السنوات الماضیة على منع تناول لحم هذا الحیوان.

وهکذا تتجلى عظمة الأحکام الإلهیّة بمرور الأیّام أکثر فأکثر.

یقول البعض أن العلم تطور بحیث استطاع أن یقضی على دیدان هذا الحیوان، ولکن على فرض اننا استطعنا بواسطة العقاقیر، أو بالاستفادة من الحرارة الشدیدة فی طبخه، إلاّ أن أضراره الاُخرى ستبقى، وقد ذکرنا أنّ للأطعمة تأثیراً على أخلاق الإنسان عن طریق تأثیرها على الغدد والهورمونات وذلک الأصل علمی مسلّم، وهو أنّ لحم کل حیوان یحوی صفات ذلک الحیوان أیضاً، من هنا تبقى للحلم الخنزیر خطورته فی التأثیر على التحلل الجنسی للآکلین، وهی صفة بارزة فی هذا الحیوان.

ولعل تناول لحم هذا الحیوان أحد عوامل التحلّل الجنسی فی أوربا.

والمحرّم الرّابع; ما لم یذکر اللّه علیه: المحرمات فی الآیة (ما اهلَّ به لغیر الله)، وهی الحیوانات التی تذبح على غیر اسم الله، کالتی کانت تقدم للأصنام فی الجاهلیة.

وتحریم لحوم هذه الحیوانات لایلزم بالضرورة أن تکون لها اضرار صحیّة حتى یقال: إنّ ذکر اسم الله أو غیر الله حین الذبح لاربط له بالاُمور الصّحیة، فلیس من الحتم أن تکون لّلحم آثار صحیة حتى تکون محرمة. لانّ المحرمات فی الاسلام لها أبعاد مختلفة، فتارة بسبب الصحة وحفظ البدن واُخرى یکون للتحریم جانب معنوی وأخلاقی وتربوی، فهذه اللحوم تبعد الإنسان عن الله، ولها تأثیر نفسی وتربوی سلبی على الآکل، لأنّها من سنن الشرک والوثنیة وتعید إلى الذهن تلک التقالید الخرافیة.


1.وسائل الشیعة، ج 16، ص 310.
2. المصدر السابق، ص 376.

 

 

الطّیبات والخبائث2ـ التکرار والتأکید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma