اختلفت الروایات فی سبب نزول هذه الآیة:
روی عن ابن عباس أنّ الآیة ترتبط بتغییر القبلة، فعندما تغیرت قبلة المسلمین من بیت المقدس إلى الکعبة بدأ الیهود یشککون قائلین: وهل من الممکن أن تتغیر الکعبة؟(1) فنزلت الآیة ترد علیهم وتقول إن المشرق والمغرب لله.
وروی أیضاً: أَنَّ الایة نَزَلْتْ فِی الصَّلاَةِ الْمُسْتَحبَّةِ یَسْتَطِیعُ الاْنْسَانُ أَنْ یُؤَدِّیهَا عَلى رَاحِلَتِهِ أَیْنَمـَا اتَّجَهَتِ الرَّاحِلَةُ، دُونَ اشْتِرَاطِ الاْتِّجَاهِ نَحوَ الْقِبْلَةِ.(2)
وروی عن جابر أَنَّ الرَّسُولَ(صلى الله علیه وآله) بَعَثَ جَمَاعَةً فِی غَزْوَة، فَجَنَّ عَلَیْهِمُ اللَّیْلُ وَلَمْ یَسْتَطِیعُوا أَنْ یَعْرِفُوا اتِّجَاهَ الْقِبْلَةِ، فَصَلَّتْ کُلُّ مَجْمُوعَة صَوْبَ جهَة، وَبَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ تَبَیَّنَ أَنَّهُمْ لَمْ یَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ سَأَلْوا النَّبیَّ عَنْ ذَلِکَ فَنَزَلَتِ الاْیَةُ الْکَرِیمَةُ(3) (هذا الحکم له شروط طبعاً تذکره الکتب الفقهیة).
ومن الممکن أن تکون أسباب النّزول المذکورة کلها ثابتة للآیة، أضف إلى ذلک أنّ کل آیة فی القرآن لا تنحصر بأسباب نزولها، بل ینبغی أن یؤخذ مفهومها بشکل حکم عام، وربّما استخرج منها أحکام متعددة.