کل خطابات القرآن هی دون شک ـ شاملة لکل المسلمین ـ وإن إتّجهت إلى النبی(صلى الله علیه وآله)(اللهم إلاّ فی مواضع دل الدلیل على أنّها خاصّة بالنّبی)، من هنا یطرح سؤال بشأن سبب اتّجاه الآیة التی نحن بصددها فی الخطاب إلى النبی تارة تأمره أن یصلی شطر المسجد الحرام، وتارة اُخرى إلى عامّة المسلمین.
هذا التکرار قد یعود إلى أنّ تغییر القبلة مسألة مثیرة حساسة، ومن الممکن أن تؤدّی الضجة التی تثیرها هذه المسألة إلى اضطراب بین المسلمین، وقد یتذرع بعض فی وسط هذه الضجة بأنّ الخطاب «فولّ وجهک» موجّه إلى النبی خاصّة، فلا یصلی تجاه الکعبة، لذلک خاطبت الآیة الرّسول مرّة وعامّة المسلمین مرّة اُخرى لتؤکّد أنّ هذا التغییر غیر خاص بالرّسول، بل یشمل عامّة المسلمین أیضاً.