توجد فی عصرنا مجموعة من العلوم کان السحرة فی العصور السالفة یستغلّونها للوصول إلى مآربهم:
1ـ الاستفادة من الخواص الفیزیاویة والکیمیاویة للأجسام، کما ورد فی قصّة سحرة فرعون واستفادتهم من خواص الزئبق أو أمثاله لتحریک الحبال والعصیّ.
واضح أنّ الاستفادة من الخصائص الکیمیاویة والفیزیاویة للأجسام لیس بالعمل الحرام، بل لابدّ من الإطلاع على هذه الخصائص لاستثمار مواهب الطبیعة، لکن المحرم هو استخدام هذه الخواص المجهولة عند عامّة النّاس لإیهام الآخرین وخداعهم وتضلیلهم، مثل هذا العمل من مصادیق السحر، (تأمل بدقة).
2ـ الاستفادة من التنویم المغناطیسی، والهیبنوتیزم، والمانیة تیزم، والتله بآتی (انتقال الأفکار من المسافات البعیدة).
هذه العلوم هی أیضاً إیجابیة یمکن الاستفادة منها بشکل صحیح فی کثیر من شؤون الحیاة. لکن السحرة کانوا یستغلّونها للخداع والتضلیل.
ولو استخدمت هذه العلوم الیوم أیضاً على هذا الطریق المنحرف فهی من «السحر» المحرّم.
بعبارة موجزة: إن السحر له معنى واسع یشمل کل ما ذکرناه هنا وما أشرنا إلیه سابقاً.
ومن الثابت کذلک أنّ قوّة الإرادة فی الإنسان تنطوی على طاقات عظیمة، وتزداد هذه الطاقات بالریاضات النفسیة، ویصل بها الأمر أنّها تستطیع أن تؤثر على الموجودات المحیطة بها، وهذا مشهود فی قدرة المرتاضین على القیام بأعمال خارقة للعادة نتیجة ریاضاتهم النفسیة.
جدیر بالذکر أن هذه الریاضات تکون مشروعة تارة، وغیر مشروعة تارة اُخرى، الریاضات المشروعة تخلق فی النفوس الطاهرة قوّة إیجابیة بناءة، والریاضات غیر المشروعة تخلق قوّة شیطانیة، وقد تکون کلا القوتین قادرتین على القیام بأعمال خارقة للعادة، لکن الاُولى إیجابیة بناءة، والاُخرى مخربة هدّامة.