الإنفاق والخلاص من المآزق

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
سورة البقرة / الآیة 195 1ـ الإنفاق مانع عن انهیار المجتمع

هذه الآیة تکمّل ما مرّ من آیات الجهاد فکما أنّ الجهاد بحاجة إلى الرجال المخلصین والمجرّبین کذلک بحاجة إلى المال والثروة أی بحاجة إلى الاستعداد البدنی والمعنوی والمعدّات الحربیّة، صحیح أن العامل الحاسم فی تقریر مصیر الحرب هو الرجال بالدّرجة الاُولى، ولکنّ الجندی بحاجة إلى أدوات الحرب (أعمّ من السلاح والأدوات ووسائل النقل والغذاء والوسائل الصحیّة) فإنّه بدونها لا یمکنه أن یفعل شیئاً.

من هنا أوجب الإسلام تأمین وسائل الجهاد مع الأعداء، ومن ذلک ما ورد فی الآیة أعلاه حیث تأمر بصراحة (وأنفقوا فی سبیل الله ولا تلقوا بأیدیکم إلى التّهلکة).

وهذا المعنى یتأکّد خاصّة فی عصر نزول هذه الآیات حیث کان المسلمون فی شوق شدید إلى الجهاد کما یحدّثنا القرآن عن اُولئک الّذین أتوا النّبی یطلبون منه السلاح لیشارکوا فی ساحة الجهاد وإذ لم یجدوا ذلک عادوا مهمومین محزونین (تولّوا وأعینهم تفیض من الدّمع حزناً ألاّ یجدوا ما ینفقون)(1).

فعبارة (ولا تلقوا بأیدیکم إلى التهلکة) بالرّغم من أنّها واردة فی ترک الإنفاق فی الجهاد الإسلامی، ولکنّ مفهومها واسع یشمل موارد اُخرى کثیرة، منها أنّ الإنسان لیس له الحقّ فی اتّخاذ الطرق الخطرة للسّفر (سواء من الناحیة الأمنیّة أو بسبب العوامل الجویّة أو غیر ذلک) دون أن یتّخذ لنفسه الاحتیاطات اللاّزمة لذلک، کما لایجوز له تناول الغذاء الّذی یحتمل قویّاً أن یکون مسموماً وحتى أن یرد میدان القتال والجهاد دون تخطیط مدروس، ففی جمیع هذه الموارد الإنسان مسؤول عن نفسه فیما لو ألقى بها فی الخطر بدون عذر مقبول.

وتصوّر بعض الجهلاء من أنّ کلّ ألوان الجهاد الابتدائی هو إلقاء النفس فی التّهلکة وحتى أنّهم أحیاناً یعتبرون قیام سید الشهداء الإمام الحسین(علیه السلام) فی کربلاء مصداق لهذه الآیة، وهذا ناشىء من الجهل المطبق وعدم درک مفهوم الآیة الشریفة، لأنّ إلقاء النفس بالتّهلکة یتعلّق بالموارد التی لا یکون فیها الهدف أثمن من النفس وإلاّ فلابدّ من التضحیة بالنفس حفاظاً على ذلک الهدف المقدّس کما صنع الإمام الحسین(علیه السلام) وجمیع الشهداء فی سبیل الله کذلک.

فهل یتصوّر أحد أنّ الشّخص الّذی یرى النّبی(صلى الله علیه وآله) فی خطر فیحمیه بنفسه ویذبّ عنه معرّضاً نفسه للخطر فداءً لرسول الله(صلى الله علیه وآله) (کما صنع علی(علیه السلام) فی حرب اُحد أو فی لیلة المبیت) فهل یعنی هذا إلقاء للنفس بالتّهلکة وإنّه صنع حراماً؟ وهل یعنی ذلک أن یقف موقف المتفرّج حتى یُقتل رسول الله ویقول أنّ إلقاء النفس فی التّهلکة حرام؟

والحقّ أنّ مفهوم الآیة واضح والتمسّک بها فی مثل هذه الموارد نوع من الجهل والحُمق.

أجل، إذا لم یکن الهدف مهمّاً ولایستحق أن یضحّی الإنسان بنفسه فی سبیله، أو أنّه یکون مهمّاً ولکن بإمکانه تحقیقه بوسائل وطرق اُخرى أفضل، ففی هذه الموارد لا ینبغی إلقاء النفس فی الخطر (کموارد التقیّة مثلاً من هذا القبیل).

وفی آخر الآیة أمر بالإحسان ویقول (أحسنوا إنّ الله یحبّ المحسنین).

أمّا ما هو المراد بالإحسان هنا؟ فهناک عدّة احتمالات فی کلمات المفسّرین، منها: أنّ المراد هو حسن الظن بالله (فلا تظنّوا أنّ إنفاقکم هذا یؤدّی إلى الاختلال فی معاشکم)، والآخر هو الاقتصاد والاعتدال فی مسألة الإنفاق، واحتمال ثالث هو دمج الإنفاق مع حسن الخلق للمحتاجین بحیث یتزامن مع البشاشة وإظهار المحبّة وتجنّب أی لون من ألوان المنّة والأذى للشخص المحتاج، ولا مانع من أن یکون المراد فی مفهوم الآیة جمیع هذه المعانی الثلاث.


1.التوبة، 92.

 

سورة البقرة / الآیة 195 1ـ الإنفاق مانع عن انهیار المجتمع
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma