قد تثیر مسألة انفجار الماء من الحجر وما شابهها من المعاجز فی حیاة الأنبیاء تساؤلات فی ذهن أولئک الذین لم یستوعبوا منطق الإعجاز، ولا نرید هنا أن نتعرض إلى مسألة الإعجاز، لأنها تحتاج إلى بحث مستقل. ونکتفی بالقول: إنّ المعجزة لیست أمراً محالا، ولیست استثناءً فی قانون العلیّة. بل إنّها خرق لما ألفناه واعتدنا علیه، أو بعبارة اُخرى، خرق لما ألفناه فی حیاتنا الیومیّة من ارتباط بین العلة والمعلول.
وطبیعی أن تغییر مسیر العلل والمعلولات لیس بعسیر على الله سبحانه، ولو خلق الله هذه العلل والمعلولات منذ البدء بشکل آخر غیر ما هی علیه الیوم، لکان هذا الذی نألفه الیوم خارقاً للعادة.
باختصار، خالق عالم الوجود ونظام العلیّة حاکم على ما خلق لا محکوم له. وفی حیاتنا الیومیّة صور کثیرة للاستثناءات فی النظام القائم للعلل والمعلولات، ومسألة الإعجاز لا تشکل أیة مشکلة عقلیة أو علمیة.