هناک الاعتقادات مختلفة فی الأقوام السّالفة حول العادة الشهریّة للنّساء، فالیهود یُشدّدون أمرها ویعزلون المرأة فی هذه الأیّام کلیّاً عن کلّ شیء: عن الأکل والشرب عن المجالسة والمؤاکلة والمضاجعة، وقد وردت فی التوراة الحالیّة أوامر متشدّدة فی هذا الصّدد (1) .
وعلى العکس من ذلک النّصارى حیث لا یلتزمون بأیّة محدودیّة فی هذه الأیّام، فلا فرق بین حالة الحیض والطّهر لدى المرأة، المشرکون العرب لیس لدیهم حکماً خاصّاً فی هذا المجال، ولکنّ أهالی المدینة کانوا متأثّرین بآداب الیهود وعقائدهم فی معاشرتهم للنّساء أیّام الحیض فکانوا یتشدّدون مع المرأة فی هذه الأیّام، فی حین أنّ سائر العرب لم یکونوا کذلک، بل قد تکون المقاربة الجنسیّة محببّة لدیهم فیها، ویعتقدون أنّه لو حصل من تلک المقاربة ولد فإنّه سوف یکون فتّاکاً ومتعطّشاً للدّماء، وهذه من الصّفات المتمیّزة والمطلوبة لدى أعراب البادیة (2) .