الخاصّیة الرابعة للمتّقین الإیمان بجمیع الأنبیاء وبرسالاتهم الإلهیّة; (والَّذین یؤمنون بما انزل إلیک وما انزل من قبلک ). وفی هذا التعبیر القرآنی إشارة إلى أنّ المتقین یؤمنون بتوافق دعوة الأنبیاء فی المبادیء والاُسس بأنّهم جمیعاً هداة البشریة نحو صراط مستقیم واحد، أحدهم یکمل الشوط الذی قطعه سلفه فی قیادة البشریة نحو کمالها المرسوم. ویؤمنون بأنّ الأدیان الإلهیّة لیست وسیلة للتفرقة والنفاق، بل على العکس وسیلة للإرتباط وعامل للشّدّ بین أبناء البشر.
الأشخاص الذین یحملون مثل هذه الرّؤیة ومثل هذا الإدراک یسعون لتطهیر أرواحهم من التعصّب، ویؤمنون بما جاء به جمیع الأنبیاء لهدایة البشر وتکاملهم، ویحترمون کل دعاة وهداة طریق التوحید.
الإیمان برسالات الأنبیاء السابقین لا یمنع طبعاً من انتهاج رسالة خاتم الأنبیاء فی الفکر والعمل، لأنّ هذه الرّسالة هی آخر حلقة من السلسلة التکاملیة للأدیان، وعدم انتهاجها یعنی التخلف عن المسیرة التکاملیة للبشریة.