عبرت الآیة الکریمة عن نعمة تقدیم المن والسلوى بالإنزال، ولیس الإنزال دائماً إرسال الشیء من مکان عال، کقوله تعالى: (وأنزل لکم من الأنعام ثمانیة أزواج ) (1) .
واضح أنّ الأنعام لم تهبط من السماء، من هنا فالإنزال فی مثل هذه المواضع:
إمّا أن یکون «نزولا مقامیاً» أی نزولا من مقام أسمى إلى مقام أدنى.
أو أن یکون من «الإنزال» بمعنى الضّیافة، یقال أنزلت فلاناً: أی أضفته، والنزل (على وزن رُسُل) ما یُعدّ للنازل من الزاد، ومنه قوله تعالى: (فنزلٌ من حمیم ) (2) وقوله سبحانه: (خالدین فیها نزلا من عند الله ) (3) .
وتعبیر «الإنزال» للمنّ والسلوى، قد یشیر إلى أنّ بنی إسرائیل کانوا ضیوف الله فی الأرض، فاستضافهم بالمن والسلوى.
ویحتمل أن یکون الإنزال بمعنى الهبوط من الأعلى لأنّ النعم المذکورة وخاصّة (السلوى) تهبط إلى الأرض من الأعلى.