یُعتبر الحجّ من أهم العبادات التی شُرّعت فی الإسلام ولها آثار وبرکات کثیرة جدّاً، فهو مصدر عظمة الإسلام وقوّة الدّین واتّحاد المسلمین، والحجّ هو الشعیرة العبادیّة التی ترعب الأعداء وتضخ فی کلّ عام دماً جدیداً فی شرایین المسلمین.
والحجّ هو تلک العبادة التی أسماها أمیرالمؤمنین(علیه السلام) بـ (علم الإسلام وشعاره) وقال عنها فی وصیته فی الساعات الأخیرة من حیاته: «الله الله فی بیت ربّکم لا تخلوه ما بقیتم فإنّه إن ترک لم تناظروا»(1) أی أنّ البلاء الإلهی سیشملکم دون إمهال. وقد فهم أعداء الإسلام أهمیّة الحجّ أیضاً إذ صرّح أحدهم:
(نحن لانستطیع أن نحقّق نصراً على المسلمین ما دام الحجّ قائماً بینهم)(2).
وقال أحد العلماء: (الویل للمسلمین إن لم یفهموا معنى الحجّ، والویل لأعدائهم إذا عرفوا معناه).
وفی الحدیث المعروف عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) فی بیان توصفة الأحکام کما ورد فی نهج البلاغة الحکمة 252 أنّه أشار(علیه السلام) إلى أهمیّة الحجّ الکبیرة وقال: «فرض الله الإیمان تطهیراً من الشرک... والحجّ تقویة للدّین»(3).
ونختتم هذه الفقرة بحدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام) وسیأتی شرحه بالتفصیل فی ذیل الآیة 26 إلى 28 من سورة الحجّ وبیان أهمیّة وفلسفة وأسرار الحجّ هناک، فقال(علیه السلام): «لا یزال الدّین قائماً ما قامت الکعبة»(4).