3ـ سعة معنى النفاق

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
2ـ ضرورة معرفة المنافقین فی کل مجتمع4ـ مؤامرة المنافقین

النفاق فی مفهومه الخاص ـ کما ذکرنا ـ صفة اُولئک الذین یظهرون الإسلام، ویبطنون الکفر، لکن النفاق له معنىً عام واسع یشمل کل ازدواجیة بین الظاهر والباطن، وکل افتراق بین القول والعمل، من هنا قد یوجد فی قلب المؤمن بعض ما نسمیه «خیوط النفاق».

ففی الحدیث النّبوی: «ثَلاَثٌ مَنْ کُنَّ فِیهِ کَانَ مُنَافِقاً وَإنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ: مَنْ إذَا

ائْتُمُنَ خَانَ، وَإذَا حَدَّثَ کَذَبَ، وَإذَا وَعَدَ أَخْلَفَ» (1) .

الحدیث لایدور هنا طبعاً عن المنافق بالمعنى الخاص، بل عن الذی فی قلبه خیوط من النفاق، تظهر على سلوکه بأشکال مختلفة، وخاصّة بشکل ریاء، کما جاء فی الحدیث عن الإمام الصادق (علیه السلام): «أَلرِّیَاءُ شَجَرَةٌ لاَ تُثْمِرُ إلاَّ الشِّرْکَ الْخَفِیَّ، وَأَصْلُهَا النِّفَاقُ» (2) .

وفی نهج البلاغة نصّ رائع فی وصف المنافقین عن أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) یقول فیه:(3)«اُوصِیکُمْ عِبَادَ الله بِتَقْوَى الله، وَاُحَذِّرُکُمْ أَهْلَ النِّفَاقِ، فَإنَّهُمُ الضَّالُّونَ المُضِلُّونَ، وَالزّالُّونَ الْمُزِلُّونَ(4)، یَتَلَوَّنُونَ أَلْوَانَاً، وَیَفْتَنُّونَ إفْتِنَاناً(5)، وَیَعْمِدُونَکُمْ بِکُلِّ عِمَاد، وَیَرْصُدُونَکُمْ بِکُلِّ مِرْصَاد، قُلُوبُهُمْ دَوِیَّة ٌ(6) وَصِفَاحُهُمْ نَقِیَّةٌ. یَمْشُونَ اَلْخَفَاءَ(7)، وَیَدِبُّونَ الضَّرَاءَ وَصْفُهُمْ دَوَاءٌ، وَقَوْلُهُمْ شِفَاءُ، وَفِعْلُهُمْ الدّاءُ الْعَیَاءُ(8)، حَسَدَةُ الرَّخَاءِ(9)، وَمُؤَکِّدُو الْبَلاَءِ، وَمُقْنِطُو الرَّجَاءِ، لَهُمْ بِکُلِّ طَرِیق صَرِیعٌ(10)وَإلى کُلِّ قَلْب شَفِیعٌ، وَإلَى کلِّ شَجْو دُمُوع (11) یَتَقَارَضُونَ الثَّنَاءَ(12) وَیَتَراقَبُونَ الْجَزَاءً: إنْ سَأَلُوا اَلْحَفُوا (13)، وَإنْ عَذَلُوا کَشَفُوا...».(14)


1. سفینة البحار، ج 2، ص 605.
2. سفینة البحار، ج 1، مادة (رئى).
3. ننقل نص الخطبة مع هوامشها کما جاءت فی نهج البلاغة، شرح محمّد عبده، ص 381 (م).
4. الزالون من زلّ أخطأ. والمزلون مِن أزله إذَا أوقعه فی الخطأ.
5. یفتنون أی یأخذون فی فنون من القول لا یذهبون مذهباً واحداً. ویعمدونکم أی یقیمونکم بکل عماد، والعماد: ما یقام علیه البناء، أی إذا ملتم عن أهوائهم أقاموکم علیها بأعمدة من الخدیعة حتى توافقوهم، والمرصاد محل الإرتقاب، ویرصدونکم: یقعدون لکم بکل طریق لیحوّلوکم عن الإستقامة.
6. دویّة أی مریضة من الدّوىَ بالقصر وهو المرض، والصفاح ـ جمع صفحة: والمراد منها صفاح وجوههم، ونقاوتها: صفاؤها من علامات العدواة وقلوبهم ملتهبة بنارها.
7. یمشون مشی التستّر. ویدبّون: أی یمشون على هیئة دبیب الضراء، أی یسرون سریان المرض فی الجسم أو سریان النقص فی الأموال والأنفس والثمرات.
8. الداء العیاء ـ بالفتح: الّذی أعیى الأطباء ولا یمکن منه الشفاء.
9. حسدة: جمع حاسد، أی یحسدون على السعة، وإذا نزل بلاء بأحد أکدوه وزادوه. وإذا رجى أحد شیئاً أوقعوه فی القنوط والیأس.
10. الصریع: المطروح على الأرض، أی إنّهم کثیراً ما خدعوا أشخاصاً حتى أوقعوهم فی الهلکة.
11. الشجو: الحزن، أی یبکون تصنّعاً متى أرادوا.
12. یتقارضون: کل واحد منهم یثنی على الآخر لیثنی الآخر علیه، کأنّ کلا منهم یسلف الآخر دَیناً لیؤدیه إلیه، وکل یعمل للآخر عملا یرتقب جزاءه علیه.
13. ألحفوا: بالغوا فی السؤال وألحوا. وإن عذلوا أی لاموا، کشفوا أی فضحوا من یلومونه.
14. نهج البلاغة، الخطبة 194.
 

 

2ـ ضرورة معرفة المنافقین فی کل مجتمع4ـ مؤامرة المنافقین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma