1ـ أنّ المراد هو أنّ الله تعالى قد أتمَّ حجّته بمقدار کاف، فلا ینبغی للمعاندین توقّع أن یأتیهم الله والملائکة أمامهم ویبیّنوا لهم الحقائق، لأنّ هذا أمر محال وعلى فرض أنّه غیر محال لا حاجة لذلک.
2ـ المراد هو أنّ هؤلاء مع عنادهم وعدم إیمانهم هل ینتظرون الأمر الإلهی بإنزال العذاب وملائکة العذاب علیهم فیهلکوا عن آخرهم.
3ـ المراد أنّ هؤلاء بهذه الأعمال هل ینتظرون قیام السّاعة لیصدر الأمر إلى الملائکة بتعذیبهم وینالوا جزاءهم العادل؟ (1)
التعبیر بـ (ظلل من الغمام) بناءً على التفسیر الثانی والثالث الّذی ذهب إلیه الکثیر من المفسّرین إشارة إلى أنّ العذاب الإلهی یأتی فجأةً کالسّحاب الّذی یُظلّلهم وخاصّة أنّ الإنسان إذا رأى السّحاب یتوقّع أمطار الرّحمة، فعندما یأتی العذاب بصورة الصاعقة وأمثال ذلک وینزل علیهم فسیکون أقسى وأشدّ إیلاماً (مع الإلتفات إلى أنّ عذاب بعض الأقوام السّالفة نزل علیهم بصورة صاعقة من الغمام) (2) .
أمّا على أساس التفسیر الأوّل فقد یکون إشارة إلى عقیدة الکفّار الخرافیّة حیث یظنّون أنّ الله تعالى ینزل أحیاناً من السّماء والسّحاب تظلّله (3) .
وفی نهایة الآیة تقول (وإلى الله ترجع الامور) الاُمور المتعلّقة بإرسال الأنبیاء ونزول الکتب السماویّة وتبیین حقائق یوم القیامة والحساب والجزاء والثواب والعقاب وکلّها تعود إلیه.