الصفة الاُخرى للمتقین هی أنّهم (یقیمون الصَّلاة ).
«الصّلاة» باعتبارها رمز الإرتباط بالله، تجعل المؤمنین المنفتحین على عالم ماوراء الطبیعة على إرتباط دائم بالخالق العظیم، فهم لا یحنون رؤوسهم إلاّ أمام الله، ولا یستسلمون إلاّ لربّ السماوات والأرض، ولذلک لا معنى فی قاموس حیاتهم لعبادة الأوثان، أو التسلیم أمام الجبابرة والطواغیت.
مثل هذا الإنسان یشعر أنّه أسمى من جمیع المخلوقات الاُخرى، إذ أنّه منح لیاقة الحدیث مع ربّ العالمین، وهذا الإحساس الوجدانی أکبر عامل فی تربیة الموجود البشری.
الإنسان الذی یقف خمس مرّات یومیّاً أمام الله، یتضرع إلیه ویناجیه، ینطبع فکره وعمله وقوله بطابع إلهی، ومثل هذا الإنسان لا ینهج طریقاً فیه سخط الله (على أن یکون تضرعه لله صادراً عن أعماق قلبه ومنطلقاً من تمام وجوده) (1) .