رأینا أنّ الآیتین أعلاه ذکرتا أربعة مسائل عن الخمر والقمار والإنفاق والأیتام مع أجوبتها، ویمکن أن یکون ذکر هذه الأسئلة والأجوبة الأربعة مع بعضها لأنّ الناس کانوا مبتلین بهذه المسائل واقعاً، ولذلک کانوا یسألون الرّسول(صلى الله علیه وآله) هذه الأسئلة تباعاً (مع الإلتفات إلى أنّ یسألونک فعل مضارع ویدلّ على الإستمرار).
ویُحتمل أنّ هذه المسائل ترتبط مع بعضها باشتراکها فی الاُمور المالیّة فالخمر والقمار هما سببٌ لتلف الأموال والإنفاق على العکس من ذلک سببٌ لنماء الأموال، وأمّا مسؤولیّة الیتامى فیمکن أن تکون مفیدة أو مخرّبة.
والآخر: أنّ الإنفاق له جنبة عمومیّة شاملة وجنبة اُخرویّة، والخمر والقمار لهما طابع شخصی ومادّی مخرّب وإصلاح أمر الیتامى له جنبتین عمومیّة وخصوصیّة، وبهذا الترتیب یکون مصداق للتفکّر فی الدنیا والآخرة، ومن هنا یتّضح الإرتباط الوثیق بین الخمر والقمار، لأنّ کلاًّ منهما یؤدّی إلى تلف الأموال وفساد المجتمع وانتشار الأمراض البدنیّة والروحیّة.