خصائص نِعَم الجنّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
سورة البقرة / الآیة 25 «الإیمان» و«العمل»

آخر آیة فی بحثنا السابق تحدثت عن مصیر الکافرین، وهذه الآیة تتحدث عن مصیر المؤمنین، کی تتضح الحقیقة أکثر بالمقارنة بین الصورتین، على الطریقة القرآنیة فی التوضیح.

المقطع الأوّل فی الآیة: (وبشّر الذین آمنوا وعملوا الصالحات أنّ لهم جنّات تجری من تحتها الأنهار ).

نعلم أنّ البساتین التی تفتقد الماء الدائم، وتسقى بین حین وحین لیس لها حظ کبیر من النظارة، فالنظارة تطفح على البساتین التی تمتلک ماء سقی دائم مستمر لا ینقطع أبداً، ومثل هذه البساتین لا یعتریها جفاف ولا تهددها شحة ماء. وهذه هی بساتین الجنّة.

وبعد الإشارة إلى ثمار الجنّة المتنوعة تقول الآیة: (کلَّما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الّذی رزقنا من قبل ).

ذکر المفسرون لهذا المقطع من الآیة تفاسیر متعددة:

قال بعضهم: المقصود من قولهم: (هذا الَّذی رزقنا من قبل ) هو أنّ هذه النعم أغدقت علینا بسبب ما أنجزناه من عمل فی الحیاة الدنیا، وغرسنا بذوره من قبل.

وقال بعض آخر: عندما یؤتى بالثمار إلى أهل الجنّة ثانیة یقولون: هذا الذی تناولناه من قبل، ولکنهم حین یأکلون هذه الثمار یجدون فیها طعماً جدیداً ولذّة اُخرى، فالعنب أو التفاح الذی نتناوله فی هذه الحیاة الدنیا له فی کل مرّة نأکله نفس طعم المرّة السابقة، أمّا ثمار

الجنّة فلها فی کلّ مرّة طعم وإن تشابهت أشکالها، وهذه من إمتیازات ذلک العالم الذی یبدو أنّه خال من کل تکرار!

وقال آخرون: المقصود من ذلک أنّهم حین یرون ثمار الجنّة یلقونها شبیهة بثمار هذه الدنیا، فیأنسون بها ولا تکون غریبة علیهم، ولکنّهم حین یتناولونها یجدون فیها طعماً جدیداً لذیذاً.

ویجوز أن تکون عبارة الآیة متضمنة لکل هذه المفاهیم والتفاسیر، لأنّ ألفاظ القرآن تنطوی أحیاناً على معان (1) .

ثم تقول الآیة: (واتوا به متشابهاً )، أی متشابهاً فی الجودة والجمال، فهذه الثمار بأجمعها فاخرة بحیث لا یمکن ترجیح إحداها على الاُخرى، خلافاً لثمار هذا العالم المختلفة فی درجة النضج والرائحة واللون والطعم.

وآخر نعمة تذکرها الآیة هی نعمة (الأزواج المطهرة ) من کل أدران الروح والقلب والجسد.

أحد منغّصات نعم الدنیا زوالها، فصاحب النعمة یقلقه زوال هذه النعمة، ومن هنا فلا تکون هذه النعم عادة باعثة على السعادة والإطمئنان، أمّا نِعم الجنّة ففیها السعادة والطمأنینة لأنّها خالدة لا یعتریها الزوال والفناء، وإلى هذه الحقیقة تشیر الآیة فی خاتمتها وتقول: (وهم فیها خالدون ).


1. فی بحث «استعمال اللفظ فی أکثر من معنى» أثبتنا إمکان هذه الأمر.
 
 
سورة البقرة / الآیة 25 «الإیمان» و«العمل»
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma