ذکرنا أنّ أصحاب الأهواء المنحرفین کانوا یقفون دوماً بوجه دعوة الأنبیاء، لأنّها کانت تهدد مصالحهم الآنیّة التافهة، وتحریف الرسالات الإلهیّة أحد السبل التی انتهجها هؤلاء المنحرفون لمحاربة الدعوة، لذلک کان لابدّ من توالی الرسل ـ على مرّ التاریخ ـ لمواصلة بقاء خط النّبوة على الأرض، ولإتمام الحجة على البشریة، قال سبحانه: (ثمَّ أرسلنا رسلنا تترا کلَّ ما جاء امَّةً رسولها کذَّبوه فاتبعنا بعضهم بعض)(1) .
هذا المفهوم عبّر عنه أمیر المؤمنین علی(علیه السلام) بقوله: «فَبَعَثَ فِیهِمْ رُسُلَهُ وَوَاتَرَ إلَیْهِمْ أَنْبِیَاءَهُ، لِیَسْتأْدُوهُمْ مِیثَاقَ فِطْرَتِهِ، وَیُذَکِّرُوهُمْ مَنْسِیَّ نِعْمَتِهِ، وَیَحْتَجُّوا عَلَیْهِمْ بِالتَّبْلِیغِ، وَیُثِیرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُول»(2) .
هدف بعثة الأنبیاء على مرّ العصور التاریخیة إذن هو تذکیر البشر بنعم الله سبحانه، ودعوتهم إلى الالتزام بمیثاق الفطرة، وإحیاء دعوات الأنبیاء السابقین.
هنا یثار سؤال حول سبب ختم النّبوة بنبیّ الإسلام(صلى الله علیه وآله)، وسنجیب علیه إن شاء الله فی تفسیر الآیة 40 من سورة الأحزاب.