قصّة بقرة بنی إسرائیل

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
سورة البقرة / الآیة 67 ـ 74 1ـ أسئلة کثیرة تافهة

هذه الآیات تتحدث بالتفصیل عن حادثة اُخرى من حوادث تاریخ بنی إسرائیل، هذا التفصیل لم نألفه فی الآیات السابقة، ولعله یعود إلى أنّ هذه الحادثة ذکرت فی هذا الموضع ـ

لا غیر ـ من القرآن الکریم، وإلى أنّها تتضمّن عِبَراً کثیرة تستوجب هذا التفصیل. من هذه الدروس: لجاج بنی إسرائیل وعنادهم، ومستوى إیمانهم بکلام موسى(علیه السلام)، وأهمّ من کل هذا البرهنة على إمکان المعاد.

الحادثة (کما یبیّنها القرآن وکتب التّفسیر) على النحو التالی: قتل شخص من بنی إسرائیل بشکل غامض، ولم یعرف القاتل.

حدث بین قبائل بنی إسرائیل نزاع بشأن هذه الحادثة، کل قبیلة تتهم الاُخرى بالقتل، توجّهوا إلى موسى لیقضی بینهم، فما کانت الأسالیب الاعتیادیة ممکنة فی هذا القضاء، وما کان بالإمکان إهمال هذه المسألة لما سیترتب علیها من فتنة بین بنی إسرائیل. لجأ موسى ـ بإذن الله ـ إلى طریقة إعجازیة لحل هذه المسألة کما ستوضحها الآیات الکریمة(1) .

یقوله سبحانه فی هذه الآیات: (وإذ قال موسى لقومه إنَّ الله یأمرکم أن تذبحوا بقرةً قالوا أتتَّخذنا هزو)؟!

(قال أعوذ بالله أن أکون من الجاهلین).

أی إنّ الإستهزاء من عمل الجاهلین، وأنبیاء الله مبرّأون من ذلک.

بعد أن أیقنوا جدیّة المسألة، (قالوا أدع لنا ربَّک یبیِّن لنا ما هی). وعبارة «ربک» تتکرر فی خطاب بنی إسرائیل لموسى، وتنطوی على نوع من إساءة الأدب والسخریة، وکأن ربّ موسى غیر ربهم!!

 

موسى(علیه السلام) أجابهم: (قال إنَّه یقول إنَّها بقرةٌ لا فارضٌ(2) ولا بکرٌ عوانٌ بین ذلک) أی إنّها لا کبیرة هرمة ولا صغیرة، بل متوسطة بین الحالتین: (فافعلوا ما تؤمرون).

لکن بنی إسرائیل لم یکفوا عن لجاجتهم: (قالوا ادع لنا ربَّک یبیِّن لنا ما لونه)؟

أجابهم موسى: (قال إنَّه یقول إنَّها بقرةٌ صفراء فاقع(3) لونها تسرُّ النَّاظرین) أی إنّها حسنة الصفرة لا یشوبها لون آخر.

ولم یکتف بنو إسرائیل بهذا، بل أصرّوا على لجاجهم، وضیّقوا دائرة انتخاب البقرة على أنفسهم.

عادوا و(قالوا ادع لنا ربَّک یبیِّن لنا ما هی) طالبین بذلک مزیداً من التوضیح، متذرعین بالقول: (إنَّ البقر تشابه علینا وإنَّا إن شاء الله لمهتدون).

أجابهم موسى (قال إنَّه یقول إنَّها بقرةٌ لا ذلولٌ تثیر الاْرْض ولا تسْقی الْحرْث) أی لیست من النوع المذلل لحرث الأرض وسقیها.

(مسلَّمةٌ) من العیوب کلها.

(لا شیة فیه) أی لا لون فیها من غیرها.

حینئذ: (قالوا الآن جئت بالحق).

(فذبحوها وما کادوا یفعلون) أی أنّهم بعد أن وجدوا بقرة بهذه السمات ذبحوها بالرغم من عدم رغبتهم بذلک.

بعد أن ذکر القرآن تفاصیل القصة، عاد فلخّص الحادث بآیتین: (وإذ قتلتم نفساً فادَّارءتم فیه) أی فاختلفتم فی القتل وتدافعتم فیه. (والله مخرجٌ ما کنتم تکتمون).

 

(فقلنا اضربوه ببعضه) أی اضربوا المقتول ببعض أجزاء البقرة، کی یحیى ویخبرکم بقاتله. (کذلک یحی الله الموتى ویریکم آیاته لعلکم تعقلون).

وبعد هذه الآیات البینات، لم تلن قلوب بنی إسرائیل، بل بقیت على قسوتها وغلظتها وجفافها. (ثمَّ قست قلوبکم من بعد ذلک فهی کالحجارة أو أشدُّ قسوةً).

إنّها أشدّ قسوة من الحجارة، لأنّ بعض الحجارة تتفجر منها الأنهار، أو تنبع منها المیاه أو تسقط من خوف الله: (وإنَّ من الحجارة لما یتفجَّر منه الاْنْهار وإنَّ منْها لما یشقَّق فیخْرج منه الماء وإنَّ منها لما یهبط من خشیة الله).

لکن قلوب بنی إسرائیل أشدّ قسوة من الحجارة، فلا تنفجر منها عاطفة ولا علم، ولا تنبع منها قطرة حبّ، ولا تخفق من خوف الله.

والله عالم بما تنطوی علیه القلوب وما تفعله الإیدی: (وما الله بغافل عمَّا تعملون).


1. فی الفصل الحادی والعشرین من سفر التثنیة فی العهد القدیم وردت إشارة عابرة لهذه القصة. وما ورد فی التوراة الحالیة لیس بسرد للحادثة وإنّما إعطاء حکم من الأحکام، وهذا نص السفر المذکور من الجملة 1 إلى 9:
«إذا وجد قتیل فی الأرض التی یعطیک الرب إلهک لتمتلکها واقعاً فی الحقل لا یعلم من قتله ـ یخرج شیوخک وقضاتک ویقیسون إلى المدن التی حول القتیل ـ فالمدینة القریبة من القتیل یأخذ شیوخ تلک المدینة عجلة من البقر لم یحرث علیها لم تجر بالنیر ـ وینحدر شیوخ تلک المدینة بالعجلة إلى واد دائم السیلان لم یحرث فیه ولم یزرع، ویکسرون عنق العجلة فی الوادی ـ ثم یتقدم الکهنة بنو لاوى لأنّه إیاهم اختار الرب إلهک لیخدموه ویبارکوا باسم الرب وحسب قولهم تکون کل خصومة وکل ضربة ـ ویغسل جمیع شیوخ تلک المدینة القریبین من القتیل أیدیهم على العجلة المکسورة العنق فی الوادی ـ ویصرحون ویقولون أیدینا لم تسفک هذا الدّم وأعیننا لم تبصر ـ اغفر لشعبک إسرائیل الذی فدیت یا رب ولا تجعل دم بریء فی وسط شعبک إسرائیل فیغفر لهم الدم ـ فتنزع الدم البریء من وسطک إذا عملت الصالح فی عینی الرب».
2. «فارض» بمعنى البقر المسن کما قال الراغب فی «مفرداته» وقال بعض المفسرین أنها بقرة وصلت إلى مرحلة من الکبر بحیث لاتکون ولودة. و«عوان» بمعنى متوسط العمر.
3. «فاقع» بمعنى صفار الخالص الشامل وقیل فى إعراب هذه الفقرة من الآیة: «صفراء» الصفة الاُولى «فاقع» الصفة الثانیة لکلمة «بقرة» و«لونها» فاعل «فاقع»، وفاعل «تسرّ» «بقرة»، وقیل: یمکن ان تکون حکمة «فاقع» خبر مقدم و«لونها» مبتدأ مؤخر. وقال البعض: إنّ فاعل «تسرّ» مستتر بعود إلى «بقرة» وقال البعض الآخر: یعود الضمیر إلى «لونها»، ویستفاد من عبارة البعض الآخر: إن «لونها» مبتدأ و«تسرّ الناظرین» خبرها. فراجع: (إعراب القرآن وبیانه، وتفسیر مجمع البیان، وتفاسیر اخرى).
 

 

سورة البقرة / الآیة 67 ـ 74 1ـ أسئلة کثیرة تافهة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma