نفهم من الآیات الکریمة أنّ روح التمییز العنصری لدى الیهود، التی هی مبعث کثیر من مشاکل الساحة العالمیة الیوم، کانت راسخة لدى الیهود منذ تلک الأیّام. وکانوا یعتقدون بوجود تفوّق وامتیاز لعنصر بنی إسرائیل على سائر الأجناس البشریة الاُخرى، ولا زالت هذه الذهنیة سائدة لدى هؤلاء القوم بعد مرور آلاف السنین على أسلافهم الذین یتحدث عنهم القرآن الکریم، وهذا التعصب العنصری هو الأساس الذی تقوم علیه الدولة الصهیونیة الغاصبة الیوم.
هؤلاء یعتقدون بأنّ عنصرهم متمیز عن سائر البشر لا فی هذه الدنیا فحسب، بل فی الآخرة أیضاً، حیث لا ینال المجرم منهم ـ على رأیهم ـ سوى عقوبة خفیفة قصیرة، وهذه التصورات المغلوطة هی التی دفعتهم إلى أن یرتکبوا ألوان الجرائم والموبقات(1) .