التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
سبب النّزولسورة البقرة / الآیة 135 ـ 137

کما رأینا فی سبب النّزول، وظاهر الآیة یدل على ذلک أیضاً، کان جمع من منکری الإسلام ینسبون ما لا ینبغی نسبته إلى النبی یعقوب، والقرآن یرد علیهم بالقول: (أم کنتم شهداء إذ حضر یعقوب الموت)؟!

هذا الذی نسبوه إلیه لیس بصحیح، بل الذی حدث آنذاک (إذ قال لبنیه ما تعبدون من بعدی

فی الجواب (قالوا نعبد إلهک وإله ابائک إبراهیم وإسماعیل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون).

أجل فإنّ یعقوب لم یوصِ أبناءه بشیء غیر التوحید والتسلیم لربّ العالمین والذی هو الأساس لبرنامج الأنبیاء.

من الآیة یبدو أن قلقاً ساور یعقوب عندما حضرته الوفاة بشأن مستقبل أبنائه، وعبّر عن قلقه هذا متسائلا: (ما تعبدون من بعدی)؟ وإنّما قال: (ما تعبدون...) ولم یقل «مَنْ تَعْبُدُونَ...» لتلوث البیئة الاجتماعیة آنذاک بالشرک والوثنیة، أی بعبادة الأشیاء من دون الله. فأراد یعقوب أن یفهم ما فی قرارة نفوس أبنائه من میول واتجاهات، وبعد أن استمع الجواب اطمأنّت نفسه.

ویلفت النظر هنا أنّ إسماعیل لم یکن أبا لیعقوب ولاجدّه، بل عمّه، بینما الآیة استعملت کلمة «آباء»، ویتضح من ذلک أنّ کلمة «الأب» تطلق أیضاً على «العم» توسعاً، ومن هنا نقول بالنسبة لآزر، الذی ذکره القرآن باعتباره والد إبراهیم، أنّه لا یمنع أن یکون عمّ إبراهیم لا والده. (تأمل بدقّة).

آخر آیة فی بحثنا، تجیب على توهّم آخر من توهمات الیهود، فکثیر من هؤلاء کانوا یستندون إلى مفاخر الآباء والأجداد وقرب منزلة أسلافهم من الله تعالى، فلا یرون بأساً فی انحرافهم هم ظانین أنّهم ناجون بوسیلة اُولئک الأسلاف.

یقول القرآن: (تلک امَّةٌ قد خلت لها ما کسبت ولکم ما کسبتم ولا تسئلون عمَّا کانوا یعملون).

وبذلک أرادت الآیة أن توجّه أنظار هؤلاء إلى أعمالهم وسلوکهم وأفکارهم، وتصرفهم عن الإنغماس فی الإفتخار بالماضین.

هذه الآیة ـ وإن اتجهت فی الخطاب إلى فئة الیهود وأهل الکتاب فی عصر البعثة ـ تخاطبنا نحن المسلمین أیضاً، وتطرح أمامنا مبدأ:

إنّ الفتى من یقول ها أناذا *** لیس الفتى من یقول کان أبی

 

سبب النّزولسورة البقرة / الآیة 135 ـ 137
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma