خطّة الیهود فی استغلال الجهلة!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
سبب النّزولسورة البقرة / الآیة 80 ـ 81

بعد الحدیث عن إنحرافات الیهود فی الآیات السابقة قسّمت هاتان الآیتان الیهود إلى مجموعتین: اُمیین وعلماء ماکرین، (هناک طبعاً أقلّیة من علمائهم آمنت والتحقت بصفوف المسلمین).

عن المجموعة الاُولى یقول تعالى: (ومنهم امِّیُّون لا یعلمون الکتاب إلاَّ أمانیَّ وإن هم إلاَّ یظنُّون).

 

والاُمیّون جمع اُمّیّ، والاُمّیّ غیر الدارس، وسمّوا بذلک لأنّهم فی معلوماتهم کما ولدتهم اُمهاتهم، أو لشدّة تعلق اُمّهاتهم بهم، صعب علیهنّ فراقهم جهلا، ومنعنهم من الذهاب إلى المدرسة(1) .

والأمانی جمع اُمنیة، ولعل الآیة تشیر هنا إلى الإمتیازات الموهومة التی کان ینسبها الیهود لأنفسهم، کقولهم: (نحن أبناء الله وأحبَّاؤه)(2) ، وکقولهم: (لن تمسَّنا النَّار إلاّ أیَّاماً معدودات)(3) .

ومن المحتمل أیضاً أن یکون المقصود من الأمانی الآیات المحرفة التی کان علماء الیهود یشیعونها بین الاُمیین من الناس، وهذا المعنى ینسجم أکثر مع قوله تعالى: (لایعلمون الکتاب إلاَّ أ مانیِّ).

وعلى أی حال عبارة: (إن هم إلاَّ یظنُّون) دلالة واضحة على بطلان اتّباع الظن فی فهم اُصول الدین ومعرفة مدرسة الوحی، ولابدّ من التتبع والتحقیق فی هذا الأمر.

ثمّة مجموعة اُخرى من العلماء کانت تحرف الحقائق لتحقیق مصالحها، وإلى هؤلاء یشیر القرآن: (فویلٌ للَّذین یکتبون الکتاب بأیدیهم ثمَّ یقولون هذا من عند الله...).

(فویلٌ لهم ممَّا کتبت أیدیهم...).

(وویلٌ لهم ممَّا یکسبون).

ومن العبارة الأخیرة نفهم الهدف الدنیء لهؤلاء، وکذلک عاقبتهم الوخیمة.

وقد أورد بعض المفسرین حدیثاً عن الإمام الصادق(علیه السلام) فی تفسیر هذه الآیة حدیث فیه ملاحظات هامة:

قال رجل للصادق(علیه السلام): إذا کان هؤلاء العوام من الیهود لا یعرفون الکتاب إلاّ بما یسمعونه من علمائهم، فکیف ذمّهم بتقلیدهم والقبول من علمائهم؟ وهل عوام الیهود إلاّ کعوامنا، یقلّدون علماءهم ـ إلى أن قال ـ فقال(علیه السلام): «بین عوامنا وعوام الیهود فرق من جهة، وتسویة من جهة، أمّا من حیث الاستواء فإنّ اللّه ذمّ عوامنا بتقلیدهم علماءهم، کما ذمّ عوامهم، وأمّا من حیث افترقوا فإنّ عوام الیهود کانوا قدعرفوا علماءهم بالکذب الصراح، وأکل الحرام، والرشاء وتغییر الأحکام، واضطرّوا بقلوبهم إلى أنّ من فعل ذلک فهو فاسق، لایجوز أن یصدّق على الله، ولا على الوسائط بین الخلق وبین الله، فلذلک ذمّهم، وکذلک عوامنا إذا عرفوا من علمائهم الفسق الظاهر، والعصبیّة الشدیدة، والتکالب على الدُنیا وحرامها، فمن قلّد مثل هؤلاء فهو مثل الیهود الذین ذمّهم الله بالتقلید لفسقة علمائهم، فأمّا من کان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدینه، مخالفاً على هواه، مطیعاً لأمر مولاه، فللعوام أن یقلّدوه، وذلک لایکون إلاّ بعض فقهاء الشیعة لا کلّهم، فإنَّ من رکب من القبائح والفواحش مراکب علماء العامّة، فلا تقبلوا منهم عنّا شیئاً، ولاکرامة، وإنمّا کثر التخلیط فیما یتحمّل عنّا أهل البیت لذلک، لأنَّ الفسقة یتحمّلون عنّا فیحرّفونه بأسره لجهلهم، ویضعون الأشیاء على غیر وجهها لقلّة معرفتهم وآخرون یتعمّدون الکذب علینا»(4) .

واضح أنّ هذا الحدیث لا یدور حول التقلید التعبدی فی الأحکام، بل یشیر إلى اتّباع العلماء من أجل تعلم اُصول الدین، لأنّ الحدیث یتناول معرفة النبی، وهذه المعرفة من اُصول الدین، ولا یجوز فیها التقلید التعبدی.


1. معنى «الاُمّی» بحث بشکل أوفی فی تفسیرا هذا، ذیل الآیه 157 من سورة الأعراف.
2. المائدة، 18.
3. البقرة، 80; وآل عمران، 24.
4. وسائل الشیعة، ج 18، ص 94، (کتاب القضاء، باب 10، باب عدم جواز تقلید غیر المعصوم).
 

 

سبب النّزولسورة البقرة / الآیة 80 ـ 81
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma