وهذا سؤال آخر یُطرح فی إطار الآیات المذکورة، والجواب علیه یتضح لوعرفنا أنّ العقاب الإلهی یرتبط بمواقف الإنسان العملیة وسلوکه الفعلی، لا بما یُکنّه فی قلبه من زیغ وضلال فقط، من هنا کان لابدّ من توجیه الدعوة حتى إلى هؤلاء الذین لا یهتدون، بعد ذلک یستحق الفرد العقاب تبعاً لموقفه من الدعوة. بعبارة اُخرى لابدّ من «إتمام الحجّة» قبل العقاب.
بعبارة موجزة: الثّواب والعقاب یتوقفان حتماً على العمل بعد إنجازه، لا على المحتوى الفکری والروحی للفرد.
أضف إلى ما سبق: أنّ الأنبیاء بُعثوا للناس جمیعاً، وهؤلاء الذین (طبع الله على قلوبهم ) قلیلون فی المجتمع، أمّا الأکثریة فهم التائهون الذین یتقبّلون الهدایة ضمن برنامج تعلیمی تربوی صحیح.