سلیمان وسحرة بابل

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
سورة البقرة / الآیة 102 ـ 103 1ـ قصّة هاروت وماروت

یفهم من الأحادیث أنّ مجموعة من النّاس مارست السحر فی عصر النبی سلیمان(علیه السلام)، فأمر سلیمان بجمع کل أوراقهم وکتاباتهم، واحتفظ بها فی مکان خاص. (لعل الإحتفاظ بها یعود إلى إمکان الاستفادة منها فی إبطال سحر السحرة).

بعد وفاة سلیمان عمدت جماعة إلى إخراج هذه الکتابات، وبدأوا بنشر السحر وتعلیمه، واستغلت فئة هذه الفرصة فأشاعت أنّ سلیمان لم یکن نبیّاً أصلا، بل کان یسیطر على مُلکه ویأتی بالاُمور الخارقة للعادة عن طریق السحر!

مجموعة من بنی إسرائیل سارت مع هذه الموجة ولجأت إلى السحر، وترکت التوراة.

عندما ظهر النبی الخاتم(صلى الله علیه وآله)، وجاءت آیات القرآن مؤیدة لنبوّة سلیمان، قال بعض أحبار

الیهود: ألا تعجبون من محمّد یقول: سلیمان نبىّ وهو ساحر!

وجاءت الآیة ترد على مزاعم هؤلاء وتنفی هذه التّهمة الکبرى عن سلیمان(علیه السلام)(1) .

الآیة الاُولى إذن تکشف فضیحة اُخرى من فضائح الیهود وهی إتهامهم لنبىّ الله بالسحر والشعوذة، تقول الآیة عن هؤلاء القوم: (واتَّبعوا ما تتلوا الشَّیاطین على ملک سلیمـان).

والضمیر فی «وَاتَّبِعُوا» قد یعود إلى المعاصرین للنبىّ، أو إلى اُولئک الیهود المعاصرین لسلیمان، أو لکلا الفریقین.

والمقصود بکلمة «الشَّیَاطِینَ» قد یکون الطغاة من البشر أو من الجن أو من کلیهما.

ثم تؤکد الآیة على نفی الکفر عن سلیمان: (وما کفر سلیمـان).

فسلیمان(علیه السلام) لم یلجأ إلى السحر، ولم یحقق أهدافه عن طریق الشعوذة: (ولکنَّ الشَّیاطین کفروا یعلِّمون النَّاس السِّحر).

هؤلاء الیهود لم یستغلّوا ما تعلّموه من سحر الشیاطین فحسب، بل أساؤوا الاستفادة أیضاً من تعلیمات هاروت وماروت: (وما انزل على الملکین ببابل هاروت وماروت)(2) .

هاروت وماروت ملکان إلهیّان جاءا إلى النّاس فی وقت راج السحر بینهم وابتلوا بالسحرة والمشعوذین، وکان هدفهما تعلیم النّاس سبل إبطال السحر، وکما أنّ إحباط مفعول القنبلة یحتاج إلى فهم لطریقة فعل القنبلة، کذلک کانت عملیة إحباط السحر تتطلب تعلیم النّاس اُصول السحر، ولکنهما کانا یقرنان هذا التعلیم بالتحذیر من السقوط فی الفتنة بعد تعلم السحر (وما یعلِّمان من أحد حتَّى یقولا إنَّما نحن فتنةٌ فلا تکفر).

وسقط اُولئک الیهود فی الفتنة، وتوغلوا فی انحرافهم، فزعموا أنّ قدرة سلیمان لم تکن من النّبوة، بل من السحر والسحرة، وهذا هو دأب المنحرفین دائماً، یحاولون تبریر انحرافاتهم بإتهام العظماء بالانحراف.

هؤلاء القوم لم ینجحوا فی هذا الاختبار الإلهی، فأخذوا العلم من الملکین واستغلّوه على طریق الإفساد لا الإصلاح، لکن قدرة الله فوق قدرتهم وفوق قدرة ما تعلموه: (فیتعلَّمون منهما ما یفرِّقون به بین المرء وزوجه وما هم بضارّین به من أحد إلاَّ بإذن اللهویتعلَّمون ما یضرُّهم ولا ینفعهم).

لقد تهافتوا على إقتناء هذا المتاع الدّنیوی وهم عالمون بأنّه یصادر آخرتهم (ولقد علموا لمن اشتراه ما له فی الاْخرة منْ خلاق)(3) . لقد باعوا شخصیتهم الإنسانیة بهذا المتاع الرخیص (ولبئس ما شروا به أنفسهم لو کانوا یعلمون).

لقد أضاعوا سعادتهم وسعادة مجتمعهم عن علم ووعی، وغرقوا فی مستنقع الکفر والانحراف (ولو أنَّهم آمنوا واتَّقوا لمثوبةٌ من عند الله خیرٌ لو کانوا یعلمون).


1. سیرة ابن هشام، ج 2، ص 192. وتفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة مورد البحث، مع قلیل من الاختلاف.
2. بعض المفسرین عطفوا جملة (مَا اُنْزِلَ) على (مَا تَتْلُو) وعلى هذا الأساس فسرنا الآیة أعلاه، وبعضهم عطفوها على «السحر».
3. «الخَلاق» یعنی «الخُلُق»، وقد یعنی الحظّ والنصیب وهذا هو معنى الکلمة فی الآیة. 
 

 

سورة البقرة / الآیة 102 ـ 103 1ـ قصّة هاروت وماروت
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma