11ـ الشفاعة والتوحید

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
10ـ شبهات حول مسألة الشفاعةنظرة على منطق الوهابیین فی حقل الشفاعة

الفهم الخاطیء لمسألة الشّفاعة آثار اعتراض فئتین على ما بینهما من تضاد.

الفئة الاُولى: اعترضت على الشفاعة من منطلق مادی واعتبرتها عاملاً للتخدیر ولإماتة روح السّعی والمثابرة، وقد أجبنا على اعتراضات هذه الفئة فیما سبق.

الفئة الاُخرى: اعترضت على الشفاعة من منطلق السلفیة، واعتبرتها شرکاً وانحرافاً عن خط التوحید، ویمثل هذه الفئة «الوهابیون» ومن لفّ لفّهم، والإجابة على اعتراضات الوهابیین وإن کانت تحتاج إلى إطالة وخروج عن طریقة التّفسیر إلاّ أنّها ضروریة لأسباب عدیدة.

 

لابدّ من الإلتفات أولا إلى أنّ الحرکة الوهّابیّة، التی ظهرت خلال القرنین الأخیرین فی الجزیرة العربیة على ید «محمّد بن عبد الوهّاب» لم تتجه فی أفکارها المتطرفة الجافة إلى معارضة مدرسة أهل البیت (علیهم السلام) فقط، بل اصطدمت بمعظم المسلمین من أهل السنّة أیضاً.

محمّد بن عبد الوهاب (المتوفّی 1206 هـ ) استقى أفکاره من «ابن تیمیة» (أحمد بن عبد الحلیم الدمشقی المتوفی سنة 728 هـ.)، أی قبل أربعة قرون تقریباً من ظهور الوهّابیة، ویعتبر المنظّر لهذه الحرکة.

استطاع عبد الوهّاب خلال الأعوام (1160 ـ 1206 هـ ) بالتعاون مع الحکام المحلیین أن ینشر دعوته بین القبائل البدویة المتنقّلة فی الجزیرة العربیة ویبثّ فیهم تعصباً أعمى باسم الدفاع عن التوحید ومکافحة الشرک، وعبّد البدو والمتعصبین من أتباعه على طریق قمع معارضیه، واستطاع بذلک أن یکتسب قدرة سیاسیة ویسیطر بشکل مباشر وغیر مباشر على الحکم، وأراق من أجل ذلک دماء کثیر من المسلمین فی أرض الجزیرة العربیة وخارجها.

فی سنة 1216 هـ (عشر سنوات بعد وفاة مؤسس الحرکة الوهّابیة) هاجمت جماعة من الوهّابیین مدینة کربلاء قادمة من صحراء الجزیرة العربیة، واستغلوا فرصة سفر أهالی المدینة إلى النجف الأشرف بمناسبة عید الغدیر، فدخلوا المدینة وقاموم بتخریب وهدم مرقد سید الشهداء الحسین بن علی (علیه السلام) وسائر المراقد الشریفة فی هذه المدینة، ونهبوا ما فیها من أبواب ذهبیة ونفائس، وقتلوا ما یقرب من خمسین شخصاً عند ضریح الحسین (علیه السلام)، وخمسمائة شخص فی صحن الروضة المشرفة، کما قتلوا أعداداً کبیرة فی سائر أنحاء المدینة، حتى بلغ عدد المقتولین فی ذلک الهجوم الوهابی خمسة آلاف إنسان، ولم یسلم منهم حتى الشیوخ والعجائز والأطفال، کما نهبوا کثیراً من البیوت.

فی عام 1344 أفتى فقهاء المدینة الخاضعون لجهاز الحکم الوهابی بهدم قبور أئمّة الإسلام وأولیاء الله الصالحین، ونفذت هذه الفتوى فی الیوم الثامن من شوّال من السنة المذکورة، وهمّ المنفذون أن یهدموا قبر رسول الله (صلى الله علیه وآله) أیضاً، لولا تراجعهم أمام صیحات اعتراض المسلمین.

أتباع محمّد بن عبد الوهاب یتمیزون على العموم بالخشونة والتصلّب والسطحیة واللجاج والبعد عن المنطق والتعقّل وقد حصروا الإسلام ـ عمداً أو غفلة ـ فی إطار

مکافحة عدد من الظواهر کالشفاعة وزیارة القبور والتوسل، وبذلک أبعدوا أتباعهم ومن خضع لسیطرتهم عن المسائل الإسلامیة الحیاتیة، وخاصّة فیما یرتبط بالعدالة الاجتماعیة، ومکافحة السیطرة الاستعماریة، والتصدی للثقافة المادیّة وللمدارس الإلحادیة.

لذلک لا تجد فی أوساط الوهابیین حدیثاً عن هذه المسائل، بل تسود أجواءهم حالة فظیعة من الغفلة والرکود.

نعود إلى رأی هذه الفئة بشأن الشفاعة، هؤلاء یقولون: لا یحق لأحد أن یستشفع برسول الله، وأن یقول: «یا محمّد اشفع لی عند الله» لأنّ الله سبحانه یقول: (وأنَّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ) (1) .

وفی رسالة «کشف الشبهات» لمحمّد بن عبد الوهاب نقرأ مایلی:

«فإن قال إنّ النبی (صلى الله علیه وآله) أعطی الشفاعة وأطلبه ممّا أعطاه الله. فالجواب أنّ الله أعطاه الشفاعة ونهاک عن هذا وقال: (فلا تدعوا مع الله أحداً ) وأیضاً فإنّ الشفاعة أعطاها غیر النبی، فصح أنّ الملائکة یشفعون والأولیاء یشفعون... أتقول أنّ الله أعطاهم الشفاعة فاطلبها منهم؟ فإن قلت هذا رجعت إلى عبادة الصالحین» (2) .

ویقول محمّد بن عبد الوهاب فی رسالة أربع قواعد ما حاصله: إنّ الخلاص من الشرک یکون بمعرفة أربع قواعد.

الاُولى: انّ الکفار الذین قاتلهم رسول الله (صلى الله علیه وآله) مقرّون بأنّ الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر... لقوله تعالى: (قل من یرزقکم... ) (3) .

الثّانیة: إنّهم یقولون ما دعونا الأصنام وتوجهنا إلیهم إلاّ لطلب القرب والشفاعة... (ویقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) (4) .

الثّالثة: إنّه (صلى الله علیه وآله) ظهر على قوم متفرّقین فی عبادتهم، فبعضهم یعبد الملائکة، وبعضهم الأنبیاء الصالحین، وبعضهم الأشجار والأحجار، وبعضهم الشمس والقمر، فقاتلهم ولم یفرق بینهم.

 

الرّابعة: إنّ مشرکی زماننا أغلظ شرکاً من الأولین، لأنّ اُولئک یشرکون فی الرخاء ویخلصون فی الشدة، هؤلاء شرکهم فی الحالتین لقوله تعالى: (فإذا رکبوا فی الفلک دعوا الله مخلصین... ) (5) (6) .

ومن العجیب أنّ الوهابیین تبلغ بهم الجرأة فی تکفیر المسلمین بحیث یبیحون نهب أموال المسلم وسفک دمه بسهولة، وقد فعلوا ذلک فی تاریخهم مراراً.

یقول الشیخ «سلیمان بن لحمان» فی کتابه «الهدیة السنیة»:

«إنّ الکتاب والسنّة دلاّ على أن من جعل الملائکة والأنبیاء أو ابن عباس أو أبا طالب أو... وسائط بینهم وبین الله لیشفعوا لهم عند الله لأجل قربهم إلى الله ـ کما یفعل عند الملوک ـ إنّه کافر مشرک حلال الدم والمال! وإن قال أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمّداً رسول الله وصلّى وصام»!! (7) .

ومع هذا الإفتاء یتضح حال المسلمین فی جمیع أقطار العالم الإسلامی الذین یستشفعون بهم، اقتداء بکتاب الله وسنّة نبیّه (صلى الله علیه وآله).

روح البطش والسفک واللجاجة فی هؤلاء لا تخفى على أحد، وهکذا جهلهم بالمسائل الإسلامیة والقرآنیة.


1. الجن، 18.
2. کشف الشبهات، لمحمّد بن عبد الوهاب، نقلا عن رسالة البراهین الجلیة، ص 17.
3. یونس، 31.
4. یونس، 18.
5. العنکبوت، 65.
6. رسالة أربع قواعد، ص 24ـ 27، طبع تفسیر المنار بمصر، نقلا عن کتاب کشف الإرتیاب، ص 163.
7. الهدیة السنیة، ص 66، نقلا عن البراهین الجلیّة، ص 83. 

 

10ـ شبهات حول مسألة الشفاعةنظرة على منطق الوهابیین فی حقل الشفاعة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma