أوهام الیهود

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 1
سورة البقرة / الآیة 47 ـ 48 القرآن ومسألة الشّفاعة

فی هذه الآیات خطاب آخر إلى بنی إسرائیل فیه تذکیر بنعم الله: (یا بنی إسرائیل اذکروا نعمتی الَّتی أنعمت علیکم ).

هذه النعم سابغة واسعة النطاق، ابتداءً من الهدایة والإیمان، وانتهاءً بالنجاة من فرعون ونیل العظمة والاستقلال.

ثم تشیر الآیة من بین کل هذه النعم إلى نعمة التفضیل على بقیة البشر، وهی نعمة مرکبة من نعم مختلفة، وتقول: (وأنِّی فضَّلتکم على العالمین ).

لعل البعض تصور أنّ هذا التفضیل صفة أبدیة مستمرة على مرّ العصور، لکن دراسة سائر آیات القرآن تبیّن أنّ هذا التفضیل هو تفضیل بنی إسرائیل على غیرهم من أفراد عصرهم ومنطقتهم، لا تفضیلا مطلقاً، فالقرآن الکریم یخاطب المسلمین فی آیة اُخرى ویقول: (کنتم خیر امَّة اخرجت للنَّاس... ) (1) .

کما یتحدث القرآن عن وراثة بنی إسرائیل للأرض فیقول: (وأورثنا القوم الَّذین کانوا یستضعفون مشارق الاْرض ومغاربها ) (2) .

وواضح أنّ هذه الوراثة لم تکن تشمل آنذاک جمیع العالم، والمقصود من الآیة مشارق المنطقة التی کانوا یعیشون فیها ومغاربها، من هنا فالتفضیل على العالمین هو تفضیلهم على أفراد منطقتهم.

الآیة التالیة ترفض أوهام الیهود، التی کانوا یتصورون بموجبها أنّ الأنبیاء من أسلافها سوف یشفعون لهم، أو أنّهم قادرون على دفع فدیة وبدل عن ذنوبهم، کدفعهم الرشوة فی هذه الحیاة الدنیا.

القرآن یخاطبهم ویقول: (واتَّقوا یوماً لا تجزی نفسٌ عن نفس شیئاً * ولا یقبل منها شفاعةٌ * ولا یؤخذ منها عدلٌ ولا هم ینصرون ).

الحاکم أو القاضی فی تلک المحکمة الإلهیّة، لا یقبل سوى العمل الصالح، کما تقول الآیة الکریمة: (یوم لا ینفع مالٌ ولا بنون * إلاَّ من أتى الله بقلب سلیم ) (3) .

إنّ الآیة المذکورة من سورة البقرة، تشیر فی الواقع إلى ما یجری من محاولات فی هذه الحیاة الدنیا لإنقاذ المذنب من العقاب.

ففی الحیاة الدنیا قد یتقدم إنسان لدفع غرامة عن إنسان مذنب لانقاذه من العقاب، أمّا فی الآخرة فإنّه: (لا تجزی نفسٌ عن نفس ).

وربّما یلجأ المذنب فی هذه الحیاة إلى الشفعاء لینقذوه ممّا ینتظره من الجزاء، ویوم القیامة (... لا یقبل منها شفاعة ).

وإذا لم تُوجد الشفاعة، یتقدم الإنسان فی الحیاة الدنیا بدفع (العدل) وهوبدل الشیء من جنسه، أما فی الآخرة فــ (لا یؤخذ منها عدلٌ ).

وإذا لم تنفع الوسائل المذکورة کلها، یستصرخ أصحابه لینصروه ویخلّصوه من الجزاء، وفی الآخرة لا یقوم بإنقاذهم أحد (ولا هم ینصَرونَ ).

القرآن الکریم یؤکد أن الاُصول الحاکمة على قوانین الجزاء یوم القیامة تختلف کلیّاً عمّا هو السائد فی هذه الحیاة، فالسبیل الوحید للنجاة یوم القیامة، هو الإیمان والتقوى والاستعانة بلطف الباری تعالى.

تاریخ الشرک وتاریخ المنحرفین من أهل الکتاب، ملیء بأفکار خرافیة تدور حول محور التوسل بمثل الأمور التی ذکرتها الآیة الکریمة للفرار من العقاب الاُخروی. صاحب المنار یذکر مثلا، أنّ النّاس فی بعض مناطق مصر ـ کانوا یدفعون مبلغاً من المال إلى الذی یتعهد غسل المیت، ویسمون هذا المبلغ اُجرة الإنتقال إلى الجنّة (4) .

وفی تاریخ الیهود نقرأ أنّهم کانوا یقدمون القرابین للتکفیر عن ذنوبهم، وإن لم یجدوا قرباناً کبیراً یکتفون بتقدیم زوج من الحمام. (5)

وفی التاریخ القدیم کانت بعض الأقوام تدفن مع المیت حلیّه وأسلحته، لیستفید منها فی الحیاة الاُخرى (6) .


1. آل عمران، 110.
2. الأعراف، 137.
3. الشعراء، 88 و89.
4. تفسیر المنار، ج 1، ص 306.
5. المصدر السابق.
6. تفسیر المیزان، ج 1، ص 156.

 

سورة البقرة / الآیة 47 ـ 48 القرآن ومسألة الشّفاعة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma