یتکرر فی القرآن استعمال القلب والبصر بصیغة الجمع: قلوب وأبصار، بینما یستعمل السمع دائماً بصیغة المفرد، فما السرّ فی ذلک؟
قبل الإجابة لابدّ من الإشارة إلى أنّ القرآن استعمل السمع والبصر بصیغة المفرد أیضاً کقوله تعالى: (وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً ) (1) .
الشّیخ الطّوسی (رحمه الله) فی تفسیر «التبیان» ذکر نقلا عن لغوی معروف، أنّ سبب ذلک قد یعود إلى أحد أمرین:
أوّلا: إنّ کلمة «السمع» قد تستعمل باعتبارها اسم جمع، ولا حاجة عندئذ إلى جمعها.
ثانیاً: إنّ کلمة «السمع» لها معنى المصدر، والمصدر یدل على الکثیر والقلیل، فلا حاجة إلى جمعه.
ویمکننا أن نضیف إلى ما سبق تعلیلا ذوقیاً وعلمیاً هو أنّ الإدراکات القلبیة والمشاهدات العینیة تزید بکثیر على «المسموعات»، ولذا جاءت القلوب والأبصار بصیغة الجمع، والفیزیاء الحدیثة تقول لنا إنّ الأمواج الصوتیة المسموعة معدودة لا تتجاوز عشرات الآلاف، بینما أمواج النور والألوان المرئیة تزید على الملایین. (تأمل بدقّة).