1ـ عبارة (قالوا سمعنا وعصین) لیست حکایة عمّا قالوه بألسنتهم، بل حسب الظاهر هی تعبیر عن واقع عملی لهؤلاء القوم، وکنایة رائعة عن إنحرافهم.
2ـ عبارة (واشربوا فی قلوبهم العجل) هی أیضاً کنایة رائعة تعبّر عن وضع هذه الجماعة.
والإشراب له معنیان کما ورد فی المفردات: الإحکام کقولک «أشربت البعیر» إذا شددت رقبته بالحبل. وکذلک الإرواء، ویکون المعنى على الوجهین أنّ حبّ العجل قد غمر قلوب بنی إسرائیل واستحکم فی أنفسهم.
والعبارة توحی أیضاً ما یصدر عن هؤلاء القوم من انحراف، إنّما هو ظاهرة طبیعیة ناتجة عن تغلغل روح الشرک فی قلوبهم، والقلوب التی اُشربت الشرک لا یصدر عنها إلاّ القتل والإنکار والخیانة.
وتتبیّن أهمّیة الموضوع أکثر لو طالعنا مقدار ما أکدت علیه الدیانة الیهودیة من تقبیح لعملیة القتل ونهی عنها فقد جاء فی قاموس الکتاب المقدس، ص 678: «القتل العمدی وتقبیحه کان على درجة من الأهمّیة لدى بنی إسرائیل، بحیث لا تبرأ ذمّة القاتل له لولجأ إلى الأماکن المقدّسة، بل لابدّ إنزال عقوبة القصاص به بأیّ حال من الأحوال».
هذا هو معنى قتل الإنسان فی نظر التوراة، فما بالک بقتل الأنبیاء؟